الدار البيضاء.. يوم تحسيسي غدا السبت حول مرض السيلياك وحساسية الغلوتين
تنظم الجمعية المغربية لمرض السيلياك وحساسية الغلوتين، غدا السبت المقبل بالمركب الثقافي سيدي بليوط بالدار البيضاء، يوما تحسيسيا حول هذا المرض تحت شعار “مرض السيلياك ونظامه الغذائي مدى الحياة”.
وأبرزت الجمعية، في بلاغ لها، أن هذا اليوم التحسيسي يمثل “فرصة لتقييم وضع مرض يحتاج إلى أن يكون معروفا بشكل أفضل في المغرب، وقبل كل شيء إلى تحسين التشخيص”، مؤكدة أن “هذا الأمر هو في صميم المعركة التي تخوضها الجمعية المغربية لمرض السيلياك وحساسية الغلوتين منذ عشر سنوات”.
وأوضح المصدر ذاته، أن مرض السيلياك يصيب النساء، على الخصوص، وينتج عن عدم تحمل مادة الغلوتين، البروتين الموجود في القمح والشعير والجاودار، مضيفا أنه “يعد من أمراض المناعة الذاتية حيث يقوم جهاز المناعة بمهاجمة أنسجة الأمعاء الدقيقة، فيسبب ضررا لبطانة الأمعاء، مما يؤدي إلى تلف واضطرابات امتصاص الحديد والكالسيوم والفيتامينات والعديد من المضاعفات الأخرى”.
وأضاف أنه من الصعب تشخيص المرض بسبب مظاهره المتعددة وتحول ظروف اكتشاف المرض في غضون بضع عقود من مشكل يخص الرضع والأطفال الصغار والذي تقتصر علاماته على الجهاز الهضمي مع إسهال وتقيؤ وحالة عصبية وانقطاع للنمو، إلى مرض يعني بالأخص المراهقين والبالغين، وحتى الأشخاص ما فوق 65 عام ا مع علامات متنوعة جدا تشمل آلام المفاصل، هشاشة العظام، فقر الدم، الإجهاض المتكرر، تقرحات الفم، التهاب الجلد، الصداع النصفي والتعب المزمن والقلق والاكتئاب.
بالإضافة إلى ذلك، تضيف الجمعية، يمكن للمرض أن يبقى صامتا لسنوات مع الاستمرار في إلحاق الضرر ببطانة الأمعاء.
وبحسب الجمعية المغربية لمرض السيلياك وحساسية الغلوتين، فإنه نظرا لكل هذه الأعراض متعددة الأوجه، غالبا ما يتم اكتشاف مرض السيلياك عند البالغين في مرحلة المضاعفات. ويستغرق تشخيص المرض في المتوسط أكثر من 13 عام ا، ومقابل كل حالة يتم اكتشافها، تظل 9 حالات بدون تشخيص، ويتم إثبات المرض من خلال رصد المستوى المرتفع لمضاد الغلوتاميناز المسؤول عن مهاجمة الجسم ومن خلال أخذ خزعة من جدار الأمعاء واكتشاف ضمور طيات جدار الأمعاء.
وسجل البلاغ أنه في المغرب، لا يزال مرض السيلياك غير معروف بالقدر الكافي على الرغم من أنه يصيب حوالي 1 بالمائة من السكان، موضحا أنه “هناك استعداد وراثي قوي للمرض ويتأثر الأقارب في 10 بالمائة من الحالات. فوجود قريب من الدرجة الأولى كالأب أو الأم أو أحد الأخوة مصاب بمرض السيلياك يرجح بنسبة 10 في المائة احتمال إصابة شخص آخر في العائلة”.
وخلصت الجمعية إلى التأكيد على أن العلاج الوحيد المتاح حاليا هو نظام غذائي صارم خالي من الغلوتين، مسجلة في الوقت نفسه أن تطبيقه لا يزال يمثل مشكلة بسبب عدم وجود علامات إلزامية على تواجد الغلوتين في المنتجات التجارية، إذ يمكن أن يكون هذا الأخير موجودا بشكل غير متوق ع في الأدوية، وأحمر الشفاه، ومعجون الأسنان، والحلوى، والأطباق المطبوخة.