الشاي أثناء الحمل.. هل يؤثر في المرأة الحامل؟ وما تأثير إضافة الحليب؟
تشير الأبحاث إلى أن الأجنة الذين يتعرضون لكمية كبيرة من الكافيين أثناء الحمل، قد يكونون أكثر عرضة لخطر الولادة المبكرة، أو انخفاض الوزن عند الولادة، أو العيوب الخلقية.
يعدّ الشاي أحد المشروبات الأكثر شعبية في جميع أنحاء العالم، ولكن بالنسبة للمرأة الحامل هل هو آمن؟ وهل شربه مع الحليب مفيد للحامل؟ وماذا عن شاي الأعشاب؟ الإجابات عن هذه الأسئلة وغيرها في هذا التقرير.
هل شرب الشاي يؤثر في المرأة الحامل؟
يتم الحصول على الشاي الأسود والأخضر والماتشا من أوراق نبات كاميليا سينينسيس. وهي تحتوي على الكافيين، وهو منبه طبيعي يجب الحد منه أثناء الحمل.
وسنتعرّف كمية الكافيين لكل كوب (240 مل)، في أنواع مختلفة من الشاي، وفقا لتقرير في “هيلث لاين”:
الماتشا: 60-80 ملجم.
شاي أولونغ: 38-58 ملجم.
الشاي الأسود: 47-53 ملجم.
الشاي الأخضر: 29-49 ملجم.
يمكن للكافيين عبور المشيمة بسهولة، ويواجه كبد الجنين غير الناضج صعوبة في تحطيمه. على هذا النحو، من المرجح أن يتعرض الأطفال الرضع لآثار جانبية؛ نتيجة تناول كميات من الكافيين -عن طريق الأم الحامل- التي قد تعدّ آمنة للبالغين.
هل شرب الشاي يؤثر في الجنين؟
تشير الأبحاث إلى أن الأجنة الذين يتعرضون لكمية كبيرة من الكافيين أثناء الحمل، قد يكونون أكثر عرضة لخطر الولادة المبكرة، أو انخفاض الوزن عند الولادة، أو العيوب الخلقية.
وقد يؤدي تناول كميات كبيرة من الكافيين أثناء الحمل -أيضا- إلى زيادة خطر الإجهاض، أو ولادة الجنين ميتا.
وتكون هذه المخاطر في حدها الأدنى عندما تحد النساء الحوامل من تناول الكافيين، بحد أقصى 300 ملغ يوميا.
ومع ذلك، فإن الوراثة لدى بعض النساء قد تجعلهن أكثر حساسية للآثار الضارة للكافيين. وعلى سبيل المثال، تشير الأبحاث إلى أن هذه النسبة الصغيرة من النساء قد تكون أكثر عرضة للإجهاض بمقدار 2.4 مرة، عند تناول 100-300 ملغ من الكافيين يوميا.ويحتوي الشاي الأسود والأخضر والماتشا وأولونغ على الكافيين، وهو منبه يجب الحد منه أثناء الحمل. وعلى الرغم من أنها آمنة بشكل عام، فإن النساء قد يستفدن من التقليل من تناولهن اليومي لأنواع الشاي، التي تحتوي على الكافيين أثناء الحمل، بحيث لا يتجاوز المأخوذ اليومي 200 مليغرام.
هل شرب شاي الأعشاب يؤثر في المرأة الحامل؟
قد يكون لبعض أنواع الشاي العشبية آثار جانبية خطيرة. ويصنع شاي الأعشاب من الفواكه المجففة أو الزهور أو التوابل أو الأعشاب، ومن ثم لا يحتوي على الكافيين. ومع ذلك، قد تحتوي على مركبات أخرى تعدّ غير آمنة أثناء الحمل، مما قد يؤدي إلى آثار جانبية خطيرة؛ مثل:
الإجهاض أو الولادة المبكرة
من أنواع الشاي التي قد تزيد من خطر الإجهاض، أو الولادة المبكرة:
الشمرة (لشومر).
نبات الحلبة.
لسان الثور.
عرق السوس.
الزعتر.
اللبان (بكميات كبيرة).
البابونج (بكميات كبيرة).
العيوب الخلقية
من أنواع الشاي التي قد تزيد من خطر العيوب الخلقية:
نبتة الأم (motherwort).
لسان الثور.
آثار جانبية أخرى
في حالات نادرة، قد يسبب شاي الكالبتوس eucalyptus الغثيان أو القيء أو الإسهال. بالإضافة إلى ذلك، يشير تقرير الحالة إلى أن شرب شاي البابونج بانتظام أثناء الحمل، قد يؤدي إلى ضعف تدفق الدم عبر قلب الطفل.
وقد يكون من الأفضل للنساء الحوامل أن يبقين حذرات، ويتجنبن شرب أي أنواع شاي لم يثبت بعد أنها آمنة أثناء الحمل.
ما أفضل شاي للحامل؟
معظم أنواع الشاي التي تحتوي على الكافيين تعدّ آمنة للشرب أثناء الحمل، طالما أنها لا تتسبب في تجاوز إجمالي تناول الكافيين اليومي للمرأة 200 ملغ.
وقد تستفيد النساء اللاتي لديهن حساسية خاصة للكافيين من تناول 100 ملغ من الكافيين، بحد أقصى يوميا.
وعندما يتعلق الأمر بشاي الأعشاب، لا يوجد كثير من الأبحاث حول آثارها أثناء الحمل. وعلى هذا النحو، ينصح معظم المتخصصين في مجال الصحة النساء الحوامل، بتجنب تناول أي عشب بكميات أكبر مما قد تجده في الأطعمة.
هل شرب الحليب مع الشاي مفيد للحامل؟
إضافة الحليب إلى الشاي يعزز الأخير بالكالسيوم والبروتين، ولذلك هو مفيد، بشرط أن لا تشرب الحامل كمية كبيرة من الكافين تتجاوز 200 ملغرام يوميا، كما أسلفنا.
ما مقدار الكافيين المسموح به أثناء الحمل والرضاعة؟
وفقا لمجلة “بيبي آند فاميليه” الألمانية، فيسمح للمرأة بتناول الكافيين أثناء فترتي الحمل والرضاعة، بشرط عدم تجاوز مقدار معين يوميا.
وأوضحت المجلة المعنية بالأسرة والطفل، أن كمية الكافيين المسموح بتناولها يوميا تبلغ 200 مليغرام، ما يعادل فناجي قهوة، أو أربعة أكواب من الشاي الأسود، وذلك وفقا لتوصيات الهيئة الأوروبية لسلامة الأغذية.
وعللت “بيبي آند فاميليه” أهمية ذلك بأن مادة الكافيين تعبر المشيمة أثناء فترة الحمل دون فلترتها، ما يؤدي إلى انخفاض سريان الدم بالمشيمة، ومن ثم يرتفع خطر حدوث ولادة مبتسرة، أو إجهاض على نحو طفيف.
وفي فترة الرضاعة تنتقل مادة الكافيين إلى حليب الأم، ما يؤدي إلى إصابة الرضيع بآلام بالبطن، واضطراب وقلق وتوتر.
وأشارت “بيبي آند فاميليه” إلى أن مادة الكافيين تختبيء -كذلك- في أغذية أخرى؛ مثل: الشوكولاتة ومشروبات الطاقة؛ لذا يجب الحذر عند تناول الشوكولاتة، في حين ينبغي لها الابتعاد عن مشروبات الطاقة، لاحتوائها على الكافيين بنسبة تركيز عالية.
المصدر : الألمانية + الجزيرة + وكالات + هيلث لاين