الصيام ومرض القولون العصبي: النصائح والاستراتيجيات لصيام صحي خلال شهر رمضان
بقلم: الدكتورة بنسعلي حنان، طبيبة أسرة-تطوان
يعتبر الجهاز الهضمي هو الأكثر تأثرا بالصيام خلال شهر رمضان نتيجة لاختلاف النمط الغذائي بشكل كامل من حيث عدد الوجبات، وكذا توقيتها والكمية المستهلكة خلال حيز زمني معين، ومن مشاكل الجهاز الهضمي الأكثر شيوعا، مرض القولون العصبي.
القولون العصبي عبارة عن خلل وظيفي في الأعصاب المسؤولة عن التحكم بالأمعاء يؤدي الى زيادة التحسس فيها مما يسبب عدم الشعور بالراحة وانتفاخ البطن وقد يكون مصحوبا بآلام حادة مع نوبات من الإسهال أو الإمساك.
مرض القولون العصبي ليس له فحص معين أو صور تشخيصية بل هو مرض يشخص بالاستبعاد، فإذا كنت تشتكي من انتفاخ بالبطن وآلام مع إسهال أو إمساك فعليك مراجعة الطبيب لاستبعاد أي أمراض عضوية قد تكون متشابهة الأعراض .
يلاحظ العديد من مرضى القولون العصبي تحسنا كبيرا في الأعراض اثناء فترة الصيام لكنها تعود للظهور بعد الإفطار، وذلك لأن الصوم يعتبر راحة عضلية للقولون وفرصة لتجديد خلايا جداره وتغيير البنية البكتيرية مما يساعد على عملية الهضم، ذلك بالإضافة إلى أن الجو الروحاني للشهر الكريم ينعكس إيجابيا على نفسية المريض ويقلل من الانفعالات والتوتر العصبي الذي يحفز آلام القولون العصبي.
لضمان صيام آمن لمرضى القولون العصبي وجب الالتزام بالنصائح التالية:
⁃الحرص على تناول طعام صحي ومتوازن
⁃التدرج بكميات الطعام وتقسيم الوجبات بمواعيد محددة مما يسهل انتظام عملية الهضم
⁃شرب الماء بكميات معقولة، ويستحسن شرب كأس ماء قبل كل وجبة : أي الإفطار والسحور والوجبات البينية
⁃تجنب الضغوطات والانفعالات قدر الإمكان حيث انها عوامل محفزة لآلام القولون العصبي
⁃التقليل من الدهون خصوصا المقليات
⁃عدم الإكثار من المشروبات الغازية والكافيين
⁃مضغ الطعام جيدا والأكل بهدوء لتجنب عسر الهضم
⁃ممارسة الرياضة كالمشي مثلا اثناء الذهاب الى صلاة التراويح مما يساعد على تنظيم الهضم ويسهل حركة الأمعاء، وبذلك يضمن مرضى القولون العصبي صياما صحيا دون متاعب خلال الشهر الكريم.