الأمراض المناعية.. أخصائية تؤكد أن الغذاء جزء من العلاج

0

أجرت الحوار : هناء ضاكة-ومع

أكدت الأخصائية في الطب العام والتغذية، إكرام تيكور، أن اتباع نظام غذائي ملائم عند الإصابة بالأمراض المناعية، يقلل الالتهابات المزمنة أو يجعل من الممكن تجنبها، وذلك بالنظر إلى أن التغذية الصحية تحفز الجهاز المناعي على مقاومة الالتهاب والتحكم في الخلايا المسؤولة عن حدوث بعض الأمراض المزمنة.

وأوضحت تيكور، في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن المصابين بالأمراض المناعية المزمنة الناتجة عن خلل في وظيفة الجهاز المناعي، مطالبون بالإطلاع الجيد على أعراض مرضهم وكيفية التعامل معه، وأيضا تقوية جهازهم المناعي، مبرزة أن اتباع نظام غذائي ونمط حياة جيد يعد أفضل وسيلة لتجنب تدهور الوضع الصحي أو ما يطلق عليه “الهجمات المناعية”.

وحسب الطبيبة في الصحة العامة، فرغم أن العامل الوراثي له دور أساسي في ظهور بعض الأمراض المناعية، لاسيما داء السكري من النوع الأول، والتهاب الأمعاء، والصدفية والتهاب المفاصل ومرض بهجت، فإن الجزء الأكبر من الإصابة بالمرض يبقى مرتبطا بالبيئة التي يعيش فيها الشخص المريض ونظامه الغذائي ونمط عيشه.

وفي هذا السياق، سجلت الدكتورة تيكور أنه يتعين التخلص من بعض العادات الغذائية السيئة، خصوصا الابتعاد عن الأطعمة التي تحتوي على نسب عالية من السكريات أو الدهون المشبعة، مبرزة أن النظام الغذائي المضاد للالتهابات يرتكز على الامتناع عن تناول خمس مواد غذائية تتمثل في السكر الأبيض والحلويات، والحليب ومشتقاته، والزيوت المهدرجة، والأطعمة التي تحتوي على الغلوتين، بالإضافة إلى المنتجات المصنعة التي تحتوي على المواد الحافظة ومحسنات الذوق.

مقابل ذلك، توضح الأخصائية في التغذية أنه يجب الحفاظ على تغذية غنية بالبروتينات والسكريات الطبيعية والدهنيات الصحية والألياف والفيتامينات والمعادن، بالإضافة إلى تناول الأسماك الدهنية بمعدل ثلاث مرات في الأسبوع كالسردين الذي يعد مصدرا غنيا ب”الأوميغا 3″ واليود، واللحوم الحمراء مرة إلى مرتين في الأسبوع والدجاج والبيض البلدي.

كما أكدت على أهمية الإكثار من تناول الخضر التي تحتوي على مكونات غذائية تساهم في تنقية الجسم وتعمل على تعزيز جهازه المناعي، وطهيها بطريقة صحية في أواني طينية “كالطجين المغربي” قصد المحافظة على الفوائد الموجودة فيها، بالإضافة إلى استهلاك الفواكه الطازجة كالعنب والتوت الأسود والفراولة والكرز.

وأوضحت الأخصائية في التغذية أنه قد يصعب على المريض في البداية اتباع نظام غذائي من هذا النوع، وتفادي استهلاك المواد الخمس المشار إليها، إلا أن نهج أسلوب التدرج في تغيير نمط الأكل يساهم في تحقيق الهدف المتمثل في جعل الغذاء جزءا من العلاج.

وأشارت كذلك إلى أن الجمع بين بعض الأطعمة الغذائية في طبق واحد أو استهلاكها مع البهارات والصلصات مثلا، يزيد من صعوبة عملية الهضم وقد يتسبب في حدوث التهابات، لا سيما وأن على المريض الهضم بطريقة جيدة لتفادي تهييج الجهاز الهضمي، موضحة أن الأكل قد يكون صحيا في الظاهر، لكن على المصاب بمرض مناعي التأكد من مدى تأثير الخلط بين عدة أنواع من الأغذية في طبق واحد.

كما نبهت إلى عدم الإكثار من الوجبات عند الأشخاص الذين يعانون من هذا النوع من الأمراض، مشددة على أن الصيام المتقطع بوجبتين أو ثلاث وجبات على الأكثر يساعد الجهاز الهضمي على الهضم بشكل جيد. كما يساهم في تجديد البكتيريا الصديقة التي توجد في الجهاز الهضمي وإعطاء الجسم فرصة لتجديد الخلايا والأنسجة الملتهبة.

وتوقفت الدكتورة تيكور أيضا عند أهمية الفيتامينات التي تساعد أعضاء الجسم على تأدية وظائفها بشكل سليم، خاصة فيتامين “C” ، وفيتامين “E” ، الذي يوفر للجسم مضادات للأكسدة، بالإضافة إلى فيتامين “D” الذي يعد ضروريا لامتصاص الأمعاء للكالسيوم والمغنيسيوم والفوسفات. ويمكن تناول هذه الفيتامينات أيضا على شكل مكملات غذائية لتعويض النقص أو لأسباب أخرى بعد استشارة الطبيب.

كما أكدت الدكتورة إكرام تيكور على أن ممارسة الرياضة تعتبر من أحسن الطرق لتقوية جهاز المناعة، على اعتبار أن الخلايا اللمفاوية تتحفز من خلال النشاط العضلي، فكلما زاد النشاط البدني تعزز أداء الخلايا في الدفاع المناعي وتنقية الجسم من البكتيريا، بالإضافة إلى الابتعاد عن التوتر لكونه يساهم في إضعاف المناعة. فالأشخاص الذين يعانون من التوتر المزمن قد يكونون أكثر عرضة للإصابة بالالتهابات.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.