النشاط البدني والوقاية والعلاج من الاضطرابات النفسية محور لقاء علمي بالدار البيضاء
شكل موضوع النشاط البدني ودوره في الوقاية والعلاج من الاضطرابات النفسية محور أشغال النسخة الرابعة والأربعين للأيام السنوية لعصبة الصحة النفسية والمنتدى الثاني لإعادة التأهيل النفسي والاجتماعي المنظمين أمس الجمعة بكلية الطب والصيدلة بالدار البيضاء.
وتضمن جدول أعمال هذا اللقاء العلمي، المنظم على مدى يومين، سلسلة من التدخلات تناول خلالها نخبة من الأساتذة مواضيع عديدة تهم بالأساس “التقدم في السن بشكل صحي” ، و “الفوائد النفسية للنشاط البدني على الصحة العقلية”، و”الرياضة والصحة العقلية”، و “مكانة النشاط البدني في علاج الاكتئاب “،و” النشاط البدني والإدمان: من علم الأمراض إلى العلاج”، و” النشاط البدني والعلاج في الطب النفسي للأطفال “،و” مكانة النشاط البدني في الرعاية النفسية لكبار السن “و” النشاط البدني والوقاية من الاضطرابات النفسية “.
وبهذه المناسبة، أكد البروفسور محمد عكوب رئيس قسم الطب النفسي بالمستشفى الجامعي ابن رشد أن النشاط البدني والصحة النفسية يعد موضوعا مهما للغاية وقد تم إهماله إلى حد ما خلال القرن العشرين مقابل الأدوية، مشيرا إلى أنه في الوقت الراهن بدأ ينتشر الوعي من جديد بأهمية النشاط البدني في الوقاية من الاضطرابات النفسية.
وحسب البروفسور عكوب ، فإن الصحة النفسية والبدنية المتوازنة تتطلب مراقبة النوم والنظام الغذائي وممارسة النشاط البدني ، مشيرا إلى أن النشاط البدني يعد عنصرا وقائيا مهما جدا. وأضاف في تصريح صحفي أن الطب النفسي يستخدم حاليا النشاط البدني كوسيلة علاجية ، مشيرا إلى أن استخدام النشاط البدني يسمح للمريض باستئناف الاتصال مع جسده وحبه، وكذا الخروج من ذاك الصدع القائم بين الجسد والعقل ، مما يعزز في النهاية العودة إلى الحالة السابقة من الطمأنينة والهدوء.
من جهته، أكد الدكتور مصطفى الودغيري أخصائي في الطب الباطني وطب الشيخوخة ،في مداخلة حول موضوع “التقدم في السن بشكل صحي”، على أهمية الاستعداد للشيخوخة، منذ الشباب ، مشيرا إلى أننا “نتقدم في العمر ونحن شباب”.
وحسب الدكتور الودغيري ، فإنه لبلوغ سن 75 وما فوق بصحة جيدة ، يجب أن اتباع أسلوب حياة جيد، وممارسة التمارين البدنية ، وخاصة المشي واتباع نظام غذائي متوازن ومتنوع ، بالإضافة إلى العيش في جو أسري واجتماعي متوازن ، باعتبار أن الأشخاص المصابين بالاكتئاب يعانون من مشاكل صحية كبيرة، موضحا أن هذه النقاط الثلاث جد مهمة ويجب احترامها من أجل العيش بصحة جيدة.
وأشار إلى أن السيناريو المثالي يكمن بلوغ سن الثمانين في ظل التمتع بالاستقلالية من أجل التمكن من السفر والخروج بحرية، مشددا على أن التمارين البدنية تمكن من الحفاظ على صحة جيدة ( تحافظ العظام على صلابتها ، وتبقى العضلات قوية، والوزن لا يزيد).
يشار إلى أن النسخة الرابعة والأربعين من الأيام السنوية لعصبة الصحة النفسية والمنتدى الثاني لإعادة التأهيل النفسي والاجتماعي، تميزت بتنظيم اليوم المفتوح لمركز إعادة التأهيل النفسي والاجتماعي حيث تم تقديم للمرضى والأسر ومقدمي الرعاية مختلف الأنشطة التي يقدمها هذا المركز.
