اليوم العالمي للقلب .. ثلاثة أسئلة للأخصائية في أمراض القلب والشرايين، السعدية عابر خليل

0

أجرت الحوار : هناء ضاكة (ومع)

على الرغم من التقدم العلمي والتكنولوجي في طرق العلاج، سواء من حيث الأدوية أو التكفل بالمرضى أو استعمال التقنيات الحديثة في مجال الجراحة والعلاج، لاتزال أمراض القلب والشرايين من الأسباب الرئيسية للوفيات حول العالم، حيث تسجل أعلى المعدلات في البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل.

وبحسب منظمة الصحة العالمية، فإن تقلص الشرايين التاجي الحاد أو الجلطة الدماغية تعد أكثر أنواع أمراض القلب المسببة لارتفاع الوفيات في العالم، حيث يتم سنويا تسجيل أكثر من 18 مليون وفاة عبر العالم ناجمة عن أمراض القلب، ويتوقع أن يصل العدد إلى 23 مليون حالة سنويا في أفق سنة 2030.

وبمناسبة اليوم العالمي للقلب، الذي يوافق يوم 29 شتنبر من كل سنة، تجيب البروفيسور السعدية عابر خليل، الأخصائية في أمراض القلب والشرايين، على ثلاثة أسئلة لوكالة المغرب العربي للأنباء حول أبرز الإنجازات التي حققها المغرب في السنوات الأخيرة في مجال التشخيص والعلاج ونظام التكفل بمرضى القلب، وسبل الوقاية من أمراض القلب والشرايين بشكل عام.

1 . لماذا لاتزال أمراض القلب والشرايين السبب الرئيسي للوفاة حول العالم رغم الإنجازات المهمة التي تحققت في مجال التشخيص والجراحة والعلاج ؟

يجب في البداية التذكير بأن “مرض القلب” يشير إلى اضطراب يؤثر على وظيفة عضلة القلب أو الغشاء المحيط به أو صمامته أو الشرايين والأوردة الرئيسية له، فقد يشعر المريض في البداية بنوبات من الألم الحاد ناتج عن انسداد أحد الشرايين التي توصل الدم والأوكسجين إلى القلب، أو قد يتوقف كليا مسببا الجلطة أو الذبحة الصدرية، او السكتة القلبية.

من البديهي أن التقدم في السن (الشيخوخة) يرفع من وتيرة الإصابة ببعض الأمراض المرتبطة بالقلب، ومنها على الخصوص الجلطة وارتفاع ضغط الدم المؤدي إلى تصلب الشرايين، بالإضافة إلى عوامل أخرى كالتدخين حيث تعتبر النوبات القلبية أكثر شيوعا عند الأشخاص المدخنين، وداء السكري وأيضا النظام الغذائي الذي يحتوي على نسبة عالية من الملح والدهون، والسكريات، والكوليسترول، واستهلاك الوجبات السريعة والتلوث، فكلها عوامل تزيد من انتشار أمراض القلب والشرايين.

كما أن لعامل الوراثة دورا في زيادة خطر الإصابة بمرض القلب (الشريان التاجي)، خاصة إذا كان أحد الوالدين قد أصيب بمرض القلب في سن مبكرة.

2. يعد المغرب من الدول الرائدة على الصعيد العربي والإفريقي في تشخيص وعلاج وجراحة أمراض القلب. ماهي أبرز الإنجازات التي حققها في السنوات الأخيرة في هذا المجال ؟

قطع المغرب أشواطا كبيرة في مجال تشخيص وعلاج أمراض القلب والشرايين، حيث يتوفر على الإمكانيات التقنية والطبية التي تمكنه من علاج المرضى في أحسن الظروف بالاعتماد على العديد من الأساليب المتطورة لإجراء العمليات الدقيقة والمعقدة، وخاصة عن طريق القسطرة سواء لإجراء الاختبارات التحليلية أو للقيام بالعلاجات التشخيصية الطبية. بالإضافة إلى علاج مجموعة من الأمراض كفشل عضلة القلب وعلاج أمراض القلب التاجية وأمراض الصمامات والتشوهات الخلقية للقلب والأوعية الدموية، ووضع آلات تعوض زراعة القلب.

وتجدر الإشارة إلى أن فريقا مغربيا 100 في المائة، نجح مؤخرا في إجراء أول عملية زراعة جهاز مساعدة البطين الأيسر (LVAD) ، وأعتقد أن مثل هذا الإنجاز من شأنه فتح آفاق أمام تحقيق إنجازات أخرى في المجال.

ولا يفوتني التنويه بمستوى الأطر الطبية المختصة في أمراض القلب في بلادنا، وذلك بفضل التكوين الجيد والتدريب الذي يتلقونه في مختلف كليات الطب في المغرب.

وفي ما يتعلق بالعلاج بالأدوية، يتوفر المغرب على أدوية جد فعالة لعلاج أمراض القلب والشرايين على الرغم من أن البعض منها للأسف لم يتم بعد إدراجه في نظام التأمين الإجباري عن المرض.

وتجدر الإشارة إلى أن الانتقال التلقائي للفئات المستفيدة من “راميد” إلى نظام التأمين الإجباري الأساسي عن المرض، مكن الفئات الهشة من الاستفادة من علاجات دقيقة لأمراض القلب كعملية القسطرة ومن تحمل تكاليف كاملة لبعض العمليات الجراحية المكلفة كجراحة القلب المفتوح وتركيب الدعامات لعلاج تقلص الشرايين التاجي.

3. ما طبيعة السلوكيات غير السليمة التي تزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب ؟

يمكن الوقاية من العديد من أمراض القلب من خلال اتباع نمط حياة صحي ونظام غذائي متوازن ومتنوع مع التركيز أكثر على الفواكه والخضر والسمك والقليل من اللحوم ، والابتعاد عن النشويات والسكريات والدهون المشبعة، والامتناع عن التدخين، وممارسة الرياضة بشكل منتظم.

ويعد الكشف المبكر عن أمراض القلب والأوعية الدموية من خلال الاستشارة الطبية وتناول الأدوية أمرا مهما للحيلولة دون الإصابة بمضاعفات خطيرة، بالإضافة إلى تجنب التوتر وارتفاع ضغط الدم وضبط مستوى الكوليسترول وداء السكري.

ويمكن في هذا السياق، توظيف وسائل التواصل الاجتماعي للتحسيس بخطورة أمراض القلب والتوعية بأهمية تعزيز صحة القلب والتحفيز على اختيار أسلوب حياة صحي وآمن من خلال نقل تجارب شخصية ونصائح ووصفات صحية يستفيد منها المرضى وأيضا من أجل نشر المعلومات الصحيحة كتجنب الوزن الزائد، ومسببات ارتفاع ضغط الدم، والتدخين، واتباع نمط حياة صحي، يجمع بين الغذاء الصحي وممارسة الرياضة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.