مركز المغرب للطب الدقيق: نحو تعزيز السيادة البيولوجية والرقمية للمغرب
دشنت مؤسسة محمد السادس للعلوم والصحة مركزًا متقدمًا للطب الدقيق، يقع بوادي أبي رقراق قرب الرباط، ليشكل خطوة غير مسبوقة في إدماج تقنيات الجينوميات والخلايا العلاجية ضمن الرعاية الصحية في المغرب. يجمع هذا المركز بين منصة جينومية عالية التقنية، ومختبر للزراعة الخلوية، إلى جانب وحدة سريرية متخصصة داخل المستشفى الجامعي الدولي محمد السادس، لتطبيق نتائج البحث والابتكار مباشرة على المرضى.
إضافة إلى ذلك، يضم المركز بنكًا بيولوجيًا ومركزًا وطنيًا للبيانات الطبية الحيوية، في خطوة تهدف إلى تعزيز السيادة البيولوجية والرقمية للمغرب. وسيكون هذا الفضاء العلمي ملتقى للتعاون الإقليمي والدولي، بفضل شراكات استراتيجية مع مؤسسات دولية أبرزها Genomia MDATA الكندية، ما سيساهم في تحسين سرعة التشخيص وتوسيع قاعدة العلاج المخصص لفئات واسعة من المرضى داخل المغرب وإفريقيا.
يتكامل المشروع مع جهود رسم خريطة الجينوم المغربي، الذي بدأ بإصدار تسلسل جينومات لمواطنين مغاربة وتأسيس مكتبة جينية تُمكن من تطوير تشخيصات دقيقة ترتبط بالخصوصيات الوراثية الوطنية. هذه المبادرة تفتح آفاقًا طبية وعلمية غير مسبوقة، خاصة في مواجهة الأمراض المزمنة والوراثية والأورام.
يمثل المركز محطة فاصلة في تحوّل المغرب إلى منتج للمعرفة الطبية، ويضعه في مصاف الدول التي تراهن على التكنولوجيا الحيوية والابتكار الصحي. ومع أن التحديات المرتبطة بتأهيل الكفاءات وتطوير الأطر القانونية تبقى قائمة، إلا أن المسار أصبح مرسومًا نحو منظومة صحية دقيقة، شخصية، ومبنية على الأدلة الجينية.
#الطب_الدقيق #المغرب #جينوميات #صحة #ابتكار_طبي #FM6SS #GenomiaMDATA
