كل ما يجب أن تعرفه عن عملية القلب المفتوح – الجزء الأول-
بقلم: أمينة أوسعيد
هذا المقال موجه بالأساس إلى الأشخاص الذين تم تشخيصهم بأحد أمراض القلب التي تستدعي إجراء عملية جراحية، وتدخلا طبيا عاجلا، بعد تشخيص الطبيب المعالِج، الذي يمر بمجموعة من المراحل، ليصل – في النهاية – إلى أن الحل لتجاوز الآلام الحادة، التي ترتكز في منتصف الصدر، هو مشرط الطبيب.. إن كنت من الأشخاص الذين يعانون من الخوف المفرط، فلا أنصحك بقراءة هذه الأسطر؛ لأنني شبهُ متأكدة من أنك لن تجري العملية، ولن تقوى على تحمل تعقيداتها.. سأصحبك في هذا المقال في رحلة، لن تكون ممتعة ألبتة، لكن ما عليك سوى تحمل فظاظتي، وقسوة الحقيقة.. ثم استمر في القراءة…
بعد أن يتم تحديد موعد العملية من قبل الطبيب الجراح الذي سيفتح قلبك، ويشق قفصك الصدر – آسفة على قسوة المصطلحات، لكن هذه هذه الحقيقة، التي لا يمكن تزييفها أو قولها بصيغة أخرى -، سيتم استقبالك في المستشفى يوما قبل العملية.. ستحتاج حقيبة صغيرة تجمع فيها أغراضك الأساسية، التي سوف تحتاجها خلال مدة إقامتك في المستشفى، وملفك الطبي، ومجموعة من التحاليل التي يكون طبيب التخدير قد طلبها منك في وقت سابق. عند دخولك من باب المستشفى، أنصحك بأن تنزع معطف الخوف عن كتفك، وتتحلى بالشجاعة الكافية لمواجهة كل ما ينتظرك.. كل خير طبعا..
ستستقبلك موظفة الاستقبالات بابتسامة عريضة، لن تهدّئ من روعك شيئا، ولن تهتم لها إطلاقا. وستطلب منك انتظار قدوم الممرضة؟ التي سوف تصْحبك إلى غرفتك؛ هذه الأخيرة ستطل عليك بكرسي متحرك.. لا أدري كيف ستكون ردة فعلك ساعتها. لكن بالنسبة إلي، فقد انفجرت بالضحك؛ لأن حالتي لم تكن تستدعي ذلك..
في غرفة مكيّفة وسرير آلي، ستبيت ليلتك الأولى، وستكون أطول ليلة تعيشها في حياتك.. لا أنصحك بكثرة التفكير، ولا ببناء سيناريوهات وتكهنات حول ما سيحْدث لك في الغد.. استمتع بالنوم على جنبيك، وفي جميع الوضعيات التي تحبها؛ لأنك ستودّع كل هذا مدةَ شهرٍ.. لن أحْرق المراحل.. سنتحدث عن هذا في تتمة المقال. وبالمناسبة، فإنك لن تجد مصطلحات علمية معقدة في مقالي هذا؛ لأنك – في الأساس – لن تأْبه لها، ولن تكترث بها.. كل ما يهمك هو كيف ستجري العملية، وتفاصيل الرحلة طوال مدة إقامتك في المستشفى..
سيتم قياس مستوى السكر عندك، وضغطك الدموي كل مرة، حتى يتم التأكد من أن كل مؤشراتك الحيوية مستقرة، ولا تستدعي أخذ دواء لأجل ذلك. حاول أن تحافظ على هدوئك، حتى لا تضطر إلى المكوث في المستشفى أياما أخرى، وتتأجل عمليتك الجراحية.. سيبدو لك الوقت داخل المستشفى كسلحفاة، فقدت أطرافها؛ فصارت تزحف أطول من المعتاد. حاول أن تأخذ معك كتابا لتُزْجي به الوقت. في المساء، ستُطل عليك الممرضة المناوبة بالليل، وستُحضر آلة لقص الشعر، وستطلب منك أن تتخلص من الشعر الزائد على مستوى صدرك، وأن تستمتع بحمام ساخن، سيكون آخر حمام لك قبل العملية. ستحصل على وجبات من الطعام، لن تهتم بأمرها؛ لأن شهيتك ستتركها خارج المستشفى. وفي اليوم الموالي، أو كما يقال “اليوم الموعود”، سيزورك طبيب التخدير، وطبيبُك من أجل الاطمئنان عليك، وزرع بعض ورود الأمل في نفسيتك الهشة، وسيتم إخبارك بالتوقيت الذي سوف تلج فيه غرفة العمليات.. وهنا سأدعك ترتاح قليلا، لنُكْمل باقي الرحلة في مقال آخر…