لسعات العقارب.. خمسة أسئلة للمندوب الإقليمي لوزارة الصحة والحماية الاجتماعية بقلعة السراغنة
أجرى الحديث عمر الروش-ومع
في حديث أدلى به لوكالة المغرب العربي للأنباء، يتطرق المندوب الإقليمي لوزارة الصحة والحماية الاجتماعية بقلعة السراغنة، يونس لكريك، إلى لسعات العقارب، باعتبارها مشكلا للصحة العمومية، والعوامل التي تقف وراء تفاقمها خلال فصل الصيف، وكذا إلى الجهود المبذولة من أجل تنزيل الاستراتيجية الوطنية لمكافحة لسعات العقارب.
1- تتفاقم آفة لسعات العقارب في إقليم قلعة السراغنة خلال فصل الصيف، ما هي الأسباب التي تقف وراء هذه الآفة؟
يرجع ارتفاع لسعات العقارب في إقليم قلعة السراغنة بشكل أساسي إلى أن هذه الفترة مواتية لتكاثر العقارب، ويساهم في ذلك، أيضا، ارتفاع درجات الحرارة، وحرارة التربة.
وتجدر الإشارة إلى أن المشكل ليس في التكاثر، بل يكمن، على الخصوص، في التواجد الكثيف لنوع العقرب القاتل (اندروكتونوس موريتانيكيس)، على مستوى هذا الجزء من التراب الوطني.
2- من أجل مواجهة هذه الآفة، وضعت وزارة الصحة والحماية الاجتماعية الاستراتيجية الوطنية لمكافحة لسعات العقارب، ما هي محاور هذه الاستراتيجية؟
تتمحور الاستراتيجية الوطنية لمكافحة لسعات العقارب حول أربعة محاور رئيسية، تتعلق بإجراءات تتمحور حول عوامل الخطر والبيئة، وإجراءات وبسلوكيات الساكنة ومهنيي الصحة، وتحسين التكفل بالمصابين، والانخراط متعدد القطاعات، دون إغفال الدور الكبير الذي تقوم اللجنة الوطنية لمحاربة التسممات، والتي أحدثت منذ سنة 2013.
3- في ما يتمثل بروتوكول التكفل بضحايا لسعات العقارب؟
يعتمد بروتوكول التكفل على درجة الخطورة، علاوة على ذلك، فإن حجر الزاوية في التكفل العقلاني بمريض تعرض للسعة عقرب هو التمييز بين اللسعة البيضاء والتسمم، ويمكن، في هذا الصدد، تمييز بين حالتين:
الحالة الأولى : عدم وجود علامات سريرية (استجواب وفحص سريري عند القبول)، فتتم المراقبة لمدة 4 ساعات، وإذا ظلت الحالة مستقرة (اللسعة البيضاء: الفئة 1)، يعود المريض إلى البيت ويتم القيام بالتحسيس لفائدته.
الحالة الثانية، عند وجود علامات عامة (مسموم): الفئة 2 أو 3، يتم نقل المصاب إلى المستشفى (الإنعاش) بعد القيام بالترتيبات الضرورية بمجرد الوصول إلى المستشفى، يكون التعامل في الأساس مع الأعراض لتعويض حالات الفشل الحيوية التي يسببها التسمم. ومن الضروري توخي الحيطة من اللسعات التي يتعرض لها الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 15 سنة، ويجب إحالتهم على المستشفى بشكل مستعجل، لأن معدل الوفيات يبلغ 95 في المائة في هذه الفئة.
4-تولي الإستراتيجية الوطنية لمكافحة لسعات العقرب أهمية كبيرة للتحسيس، ما هي الإجراءات التي تم اتخاذها في هذا الصدد ؟
يجب أن نشير إلى أن 70 في المائة من الحالات تحدث داخل المنازل وتصيب أساسا، اليدين والقدمين. وبفضل الحملات التحسيسية، يمكننا تجنب أغلب اللسعات.
وتركز الحملات التحسيسية على خمسة عناصر مهمة، هي وسائل الوقاية من لسعات العقارب ووسائل محاربة العقارب والعمل الذي يتعين القيام به عند التعرض للسعة عقرب، وعلامات وأعراض التسمم، وما ينبغي تجنبه أثناء التعرض للسعة عقرب.
5- إن مكافحة هذه الآفة تتطلب تضافر جهود جميع الفاعلين، ما هي الرسالة التي توجهها في هذا الصدد؟
أولا، تعد لسعات وسموم العقارب مشكلة صحية عمومية، لا سيما في إقليمنا، وفي هذا السياق قمنا بمجموعة من الإجراءات وهي تكوين مهنيي الصحة في مؤسسات الرعاية الصحية الأولية وعلى مستوى المركز الاستشفائي الإقليمي السلامة، وتوحيد السلوك الواجب اتباعه في مواجهة أي لسعة أو تسمم، وتحديد دائرة المريض حسب الوسائل التي نتوفر عليها.
وعلى الرغم من الجهود المبذولة، فإننا نسجل في المتوسط 10 وفيات كل سنة، ومن أجل تقليص هذا الرقم بشكل كبير، يبقى إشراك كافة المتدخلين أمر أساسي.
كما يتم تنظيم العديد من الدورات التحسيسية لفائدة التلاميذ داخل المدارس والإعداديات والثانويات وفق درس نموذجي “نهج سليم”، قصد تبليغ رسائل بسيطة للوقاية.
ويشكل إشراك المنتخبين أيضا عنصرا هاما في الحد من الوفيات، وذلك من خلال تعبئة سيارات الإسعاف التي تملكها الجماعات، لاسيما طيلة الأشهر التي يرتفع فيها الخطر، من أجل نقل الأشخاص المصابين بلسعات أو بالتسمم إلى مؤسسات التكفل.
ويعد وقت ما بعد اللسع عنصرا حاسما في التكفل السريع والفعال لإنقاذ الأشخاص الأكثر هشاشة.
ويمكن لفاعلي المجتمع المدني المساهمة بشكل كبير في مكافحة لسعات العقارب، من خلال تحسيس الساكنة.