أربعة أسئلة للبروفيسور محمد مرزوقي، رئيس الندوة الدولية حول التبرع بالأعضاء وزرعها ببني ملال
تحتضن مدينة بني ملال يومي 12 و 13 ماي الجاري، أشغال الندوة الدولية الأولى حول التبرع بالأعضاء وزراعتها وذلك تحت شعار “زرع الأعضاء في المغرب: رهانات وتحديات وآفاق”.
في حوار خص به وكالة المغرب العربي للأنباء، يتطرق رئيس الندوة الدولية حول التبرع بالأعضاء وزرعها، محمد مرزوقي، إلى أهداف تنظيم هذا الحدث على مستوى جهة بني ملال-خنيفرة، وكذا طموحات المنظمين في ما يتعلق بتسليط الضوء على رهانات التبرع بالأعضاء وزرعها على المستويين الوطني والدولي.
1. لماذا تنظيم ندوة حول التبرع بالأعضاء في بني ملال؟
يشكل التكفل بالمرضى المصابين بأمراض غير معدية مرتبطة بفشل أو قصور عضو ، عبئا اقتصاديا كبيرا على المنظومة الصحية وعبئا ماليا كبيرا على المرضى.
ولهذا الغاية، يبقى زرع الأعضاء العلاج الأمثل لهؤلاء المرضى من خلال تمكينهم من مستوى معيشي جيد مرتبط بانخفاض كبير في تكاليف العلاج، بالإضافة إلى إدماج اجتماعي ملائم.
بالمغرب، لا تزال زراعة الأعضاء مجالا يبحث عن شق طريقه في وقت لا يزال تنفيذه وتطويره بعيدين جدا عن الأهداف المتوخاة، لذلك فإن هذه الندوة تعد مناسبة مثالية لدراسة وتقييم هذه النقاط والخروج برؤية استراتيجية يقترحها صناع القرار.
2. ما هي أهداف هذا الحدث؟
الهدف الأساسي لهذه الندوة هو مناقشة وضعية ورهانات والتحديات الطبية والتقنية للتبرع بالأعضاء والأنسجة على المستوى الوطني والدولي عبر دعوة خبراء من مختلف الآفاق.
كما ستكون الندوة فرصة لتبادل الآراء بينهم ومناقشة الآفاق العلاجية الجديدة المبتكرة في هذا المجال، وتقييم دور البحث العلمي سواء الأساسي أو السريري في تطوير وتحسين مجال الطب.
3. ماذا عن التبرع بالأعضاء في المغرب؟ هل هناك تطور على المستوى المفاهيمي + تخوف الناس + وأيضا التشريعي؟
على المستوى التشريعي، يسعى المغرب جاهدا إلى تعزيز ترسانته القانونية والتنظيمية لمواجهة التحديات التي تواجهها المنظومة الصحية الوطنية في مجال التبرع وزرع الأعضاء بغية تلبية احتياجات المرضى الذين يتطلعون لزرعها.
إن القانون رقم 16-98 الذي ينظم التبرع بالأعضاء والأنسجة البشرية وأخذها وزرعها يحدد طريقتين للتبرع، واحدة يقوم بها متبرع حي وأخرى من شخص متوفى.
ويحكم هذا التبرع ثلاثة مبادئ رئيسية: الموافقة المسبقة، والتبرع المجاني، وعدم الكشف عن هوية المتبرع والمتلقي.
ويشترط هذا القانون أن تتم عملية إزالة الأعضاء في المستشفيات العمومية المرخصة من قبل وزارة الصحة وبحضور قاض وطبيبين.
أما فيما يتعلق بالجانب المفاهيمي للتبرع بالأعضاء، فإن دراسات قليلة تناولت هذا الموضوع أظهرت أن غالبية المشاركين المؤيدين للتبرع بالأعضاء بعد الوفاة كانوا أساسا بدافع التضامن أو لأسباب دينية وثقافية.
4. كلمة عن تطور هذا المجال بالمغرب؟
على الرغم من الجهود الجبارة التي تبذلها المملكة في هذا المجال، إلا أن نشاط التبرع بالأعضاء وزرعها بالمغرب لا يزال يواجه العديد من المشاكل خصوصا ذات الطابع المالي.
إن هذا النشاط لا يستفيد من طرق تمويل خاصة تسمح بتمييزه عن أنشطة علاجية أخرى. كما يبقى التحسيس وخبرة العاملين في القطاع الطبي إحدى النقاط التي تستحق أن تحظى بعناية أفضل.
وفي كلمة أخيرة يتعين علينا أن ننخرط جميعا لأنه يجب أن نستحضر بأن التبرع بالأعضاء وزرعها يمثلان شكلا نبيلا من أشكال التضامن الإنساني.