البروفيسور نوفل ملاس يستعرض التقدم المحرز في مجال التكفل بمضى الأورام الصدرية

0

سعيد اليوسي-ومع

احتضنت مدينة فاس، مؤخرا، المؤتمر الدولي للأورام الصدرية، والمؤتمر الوطني للجمعية المغربية للأورام الصدرية.

يستعرض رئيس الجمعية المغربية للأورام الصدرية، نوفل ملاس، في حوار أجرته معه وكالة المغرب العربي للأنباء انتشار هذا المرض في المغرب، والتقدم المحرز في مجال التكفل بالمرضى، فضلا عن أهمية التكوين المستمر للمهنيين .

1- يعتبر سرطان الرئة أحد أكثر الأمراض فتكا بالعالم، ما مدى انتشار هذا المرض في المغرب ؟

“يشكل سرطان الرئة معضلة كبرى للصحة العمومية، حيث ن سجل في كل سنة أزيد من 7000 حالة جديدة ونحو 6500 حالة وفاة كل عام. وهو ما يضع هذا السرطان على رأس السرطانات التي تصيب الرجال، ويحتل المرتبة الأولى في عدد الوفيات بالمغرب بالنسبة لكلا الجنسين.

2- مقارنة بباقي الدول، هل لدى المغرب الوسائل والقدرات اللازمة للتكفل الأمثل بالمرضى ؟

أحرز المغرب خلال العقد الماضي تقدما كبيرا في التكفل الأمثل بالمرضى المصابين بداء السرطان، من خلال على الخصوص إحداث العديد من مراكز علاج السرطان المرجعية، لاسيما بالمراكز الاستشفائية الجامعية.

يضم كل مركز استشفائي جامعي بالمغرب مركزا مخصصا لعلاج السرطان بمعايير دولية.

في ما يتعلق بالقطاع الخاص، فقد تم إحراز تقدم كبير، لاسيما مع إنجاز العديد من المراكز الخاصة بعلاج السرطان بالمدن الكبرى للمملكة. تمتلك غالبية هذه المراكز العمومية والخاصة أحدث تقنيات العلاج بالأشعة. من جهة أخرى، يتوفر المغرب حاليا على العديد من العلاجات المبتكرة في علاج السرطان سهلة الولوج.

كما نسجل من جهة أخرى زيادة استثنائية ومستمرة في عدد الأطباء الاختصاصيين في علاج الأورام. ويضم المغرب حاليا نحو 180 إلى 200 أخصائي في علاج الأورام، وحوالي 300 إلى 400 طبيب أخصائي في العلاج بالأشعة. من هذا المنطلق يمكننا القول إن المغرب يتوفر على الإمكانيات الضرورية للتكفل بالمرضى المصابين بداء السرطان.

3- ما هي العوامل التي تؤدي إلى انتشار هذا السرطان، وما هي آليات الوقاية منه؟

أحد العوامل الرئيسية التي تسبب الإصابة هي التدخين، على اعتبار أن التدخين يظل العامل الأول للإصابة بسرطان الرئة. فالمرضى المدخنون هم الأكثر عرضة للإصابة بسرطان الرئة ، على اعتبار أن 9 من أصل كل 10 مرضى مصابين بسرطان الرئة مدخنون.

أفضل وقاية لمواجهة هذا السرطان الذي شكل معضلة كبرى للصحة العمومية في المغرب وفي العالم بأسره، هو محاربة التدخين، وهو ما يستدعي إلقاء الضوء على هذه الظاهرة والانخراط الفعال للمجتمع المدني.

4- مؤتمر سنة 2023 سلط الضوء على مسألة التكوين في المجال. ما هي الأهمية التي تولونها داخل الجمعية المغربية للأورام الصدرية لمسألة تأهيل المهنيين في المغرب؟

تهدف الجمعية المغربية للأورام الصدرية، بالخصوص، إلى التكوين الطبي المستمر في الأورام الصدرية، من خلال دروس وماستر كلاس التي تنظمها. وتسعى الجمعية لتهييء الظروف المناسبة والمثالية لجميع الممارسين المغاربة المهتمين بمرض سرطان الرئة.

ويهم ذلك جميع التخصصات أي المعالجين وأخصائيي علاج الأورام وجراحي الصدر وأخصائيي أمراض الرئة وأخصائيي علم التشريح والأطباء النوويين وأخصائيي الأشعة والأطباء العامين، إضافة إلى جميع الفاعلين الذين يتكفلون بمرض سرطان الرئة من خلال المبادرات العلمية للجمعية المغربية للأورام الصدرية، والذين يمكنهم الاستفادة من تكوين طبي مستمر. إنهم إذن خبراء دوليون ذائعو الصيت يتعاونون مع الجمعية المغربية للأورام الصدرية، ويحظون بعضوية لجنتها العلمية.

الخبراء المغاربة وأخصائيو علاج الأورام يتقاسمون خبراتهم وتجاربهم بهدف تمكين الممارسين في المجال المهتمين بسرطان الرئة من الحصول على تكوين علمي من مستوى عال، والتعرف على المستجدات والابتكارات المتعلقة بهذا النوع من السرطان الذي يتسم العلاج الخاص به بالتطور المستمر، وهو ما نلاحظه بشكل يومي من خلال إصدارات وبروتوكولات علاجية.

هدفنا من خلال تنظيم هذه المؤتمرات الدولية والتكوينات المستمرة هو وضع الممارسين وأخصائيي علاج الأورام المغاربة في قلب المستجدات، وتزويدهم بأحدث الابتكارات والمستجدات، وذلك بحضور خبراء دوليين، للنهوض بعلاج مرض السرطان بالمغرب، ومحاربة هذه الظاهرة الوطنية.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.