التغذية الصحية خلال رمضان: نصائح لتجنب الإفراط في الأكل والبقاء متوازنا
بقلم الدكتور شراف الحنش
تحتاج التغذية الصحية لمجهود نفسي وجسدي جبار قصد تفادي الأغذية الضارة، التي تكاثرت بشكل كبير في وقتنا الحالي بسبب الإعتماد على الوجبات السريعة الغنية بالدهنيات و السكريات، وكذا المأكولات الجاهزة و المكملات الغدائية ذات التركيبة المعقدة إضافة إلى المشروبات الغازية والعصائر غير الطبيعية لهذا فالعزيمة والإرادة القوية هي التي تمكن الإنسان من الحفاظ على نمط معيشي وغذائي صحي ومتوازن، ويعتبر رمضان فرصة لترويض الجسد و النفس على اتباع نظام صحي مثالي يقوم على الأكل المنزلي ومشروبات طبيعية والإكثار من شرب الماء.
خلال رمضان تتحقق الظروف المثالية لفقدان الوزن وبالتالي الحفاظ على صحة الجسم وسلامته من أمراض كثيرة مرتبطة بفرط الوزن أساسا، لكن من جهة أخرى يمكن أن يشكل رمضان انتكاسة لكل ذلك وذلك بسبب الغنى الكبير الذي يميز الأغذية المصاحبة للطقوس الرمضانية ببلادنا، هاته الأغذية تتوفر على سعرات حرارية عالية وفي حال الإكثار من استهلاكها فحتما لن يتحقق الهدف المتوخى على المستوى الصحي من صيام هذا الشهر الفضيل.
يؤثر الصيام بشكل إيجابي على مختلفة أجهزة الجسم من خلال إراحة الجهاز الهضمي، خفض التوتر، خفض الدهنيات وأضرارها على القلب والشرايين، خفض ارتفاع الضغط الدموي و خطر الجلطات، تعديل عمل الكليتين وتيسير طرد السموم من الجسم و حتى تحدث الإستفادة بالشكل الأنسب وجب اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن يقوم بالأساس على وجبتي الفطور و السحور يتخللهما شرب كميات وافرة من المياه دون إغفال ممارسة تمارين رياضية خفيفة خصوصا في ظل عدم إمكانية الخروج بعد الإفطار بسبب ظروف الحجر الصحي الذي فرضته التدابير الحكومية لمواجهة جائحة كوفيد 19 المستمرة منذ ما يناهز السنة.
يستحسن تقسيم وجبة الإفطار على قسمين من جهة لعدم إجهاد الجسم بسبب طول مدة الإمساك ومن جهة قصد تيسير عملية الهضم، خلال القسم الأول ينصح باستهلاك بعض من حبات التمر مع كوب من الماء ثم القيام للصلاة بعد ذلك تناول الحساء الغني بالخضر و الأطعمة التي تحتوي على الألياف والفيتامينات من خضراوات و فواكه مع التقليل بطبيعة الحال من السكريات و الأطعمة ذات السعرات الحرارية العالية كما ينصح باستهلاك المقبلات بعد الحساء لأنها تساعد على بدء عملية الهضم كما يفضل أن يحتوي الطبق الرئيسي في وجبة الإفطار على كربوهيدرات إضافة إلى البروتينات الموجودة في البيض و اللحوم الحمراء و الدجاج و السمك.
كما يجب شرب السوائل بكميات وافرة يشكل فيها الماء النسبة الأكبر ويستهلك بطريقة تدريجية تفاديا لإغراق المعدة وتعسير عملية الهضم.
تمثل وجبة السحور قيمة حقيقية لأنها تساعد الجسم على تحمل ساعات الصوم الطوال عن طريق إمداده بالطاقة اللازمة بالإعتماد على أغذية تحتوي على الكازيين الموجود في الألبان مثلا، قطعة من الخبز الكامل و الفواكه الطرية و المجففة.
إن النظام الغذائي القائم على استهلاك الخضر والفواكه والمواد الطبيعية مع طرق طهي مناسبة بعيدا عن المقليات و السكريات و الدهنيات الضارة يشكل وقاية من عديد الأمراض التي يمكن تجنبها بسهولة ورمضان حتما فرصة لتحقيق ذلك.