اليوم العالمي لمكافحة السرطان.. مناسبة سنوية لنشر ثقافة الوقاية والكشف المبكر وللحد من معاناة المرضى وأسرهم

0

هناء ضاكة-ومع

يخلد العالم، أمس السبت، اليوم العالمي لمكافحة السرطان تحت شعار “سد فجوة الرعاية وجعلها أكثر عدلا”، وذلك بهدف التحسيس بمعاناة الدول الفقيرة التي تتحمل أعباء الإصابة والوفاة بسبب مرض يمكن علاجه في أغلب الأحيان.

ويشكل الاحتفاء بهذا اليوم العالمي (4 فبراير)، الذي أطلقه الاتحاد الدولي لمكافحة السرطان بتعاون مع منظمة الصحة العالمية، مناسبة لنشر ثقافة الوقاية والتوعية والكشف المبكر عن هذا المرض الفتاك، وبذل المزيد من الجهود للحد من معاناة المرضى وأسرهم.

وبحسب تقديرات منظمة الصحة العالمية، فإن معدلات الإصابة بهذا المرض ارتفعت بنسب تفوق 60 في المائة، حيث تم تشخيص ما ي قد ر بنحو 20 مليون شخص مصاب بالسرطان، فيما توفي 10 ملايين شخص بسب هذا الداء الفتاك.

ويأتي الاحتفاء بهذا اليوم العالمي في ظل الجهود المبذولة للتوعية بأهمية تقديم الحماية للأشخاص وتقوية مناعتهم والسهر على توفير نظام متكامل من الغذاء والتمارين الرياضية إلى جانب العمل على الكشف المبكر والعلاج لإنقاذ الأرواح، إلى جانب حث الحكومات في جميع أنحاء العالم على تشجيع البحث العلمي الذي يعد آلية من أجل إيجاد علاج نهائي وشامل لجميع تداعيات المرض وأعراضه والعمل على ابتكار أدوية متطورة بإمكانها تغيير حياة المرضى.

وينتج مرض السرطان عن انتشار الخلايا بشكل غير طبيعي داخل أنسجة الجسم، وهو ما يهدد استمرارية أداء وظائفها، ويكتسي القيام بتشخيص سنوي أهمية قصوى بهدف الوقاية من المرض أو الكشف عنه ومعالجته في مراحله الأولى.

وقد أثبتت عدة دراسات أن ارتفاع السعرات الحرارية يؤدي إلى الزيادة في الوزن الذي يرتبط بارتفاع احتمال الإصابة بالعديد من أنواع السرطانات. كما أن العادات الغذائية السيئة ولاسيما الاستهلاك المفرط للأغذية الغنية بالسكريات والدهون والإفراط في تناول اللحوم الحمراء والمصنعة واستهلاك الكحول والتبغ، فضلا عن عاملي السمنة والخمول البدني، يؤدي إلى ارتفاع احتمال الإصابة بالسرطان.

وبحسب منظمة الصحة العالمية، تعد سرطانات الثدي وعنق الرحم والرئة وعنق الرحم والغدة الدرقية وسرطان القولون والمستقيم والبروستات، وفيروس التهاب الكبد “سي” و”بي” الذي يتسبب في زيادة خطر الإصابة بسرطان الكبد وسرطان الدم، أحد الأسباب الرئيسية للوفاة في العالم.

وأكدت المنظمة أن بعض الدراسات والبحوث العلمية في مجال الطب الدقيق، تشير إلى إحراز تقدم كبير في الوقاية وعلاج السرطان ، حيث لوحظ خلال السنوات الأخيرة إحراز تقدم ملحوظ في معدل الشفاء بالنسبة لمعظم أنواع السرطان، وارتفاع معدل البقاء على قيد الحياة من 80 إلى 87 في المائة لسرطان البروستات، ومن 54 إلى 63 في المائة لسرطان القولون والمستقيم، ومن 13 إلى 17 في المائة لسرطان الرئة.

ودعت في هذا السياق، إلى ضرورة اتباع منهجية واستراتيجية مندمجة ، تستند على التغطية الصحية الشاملة للوقاية الفعالة من السرطان، والكشف المبكر عن المرض والتشخيص والعلاج والرعاية الصحية.

وفي المغرب، الذي يتأثر بدوره جراء هذه الآفة العالمية، يقد ر عدد الحالات الجديدة التي يتم تسجيلها سنويا بـ 50 ألف حالة إصابة جديدة بالسرطان. فعلى الرغم من الجهود الكبيرة المبذولة خلال السنوات الأخيرة، تظل نسبة الإماتة مرتفعة، حيث تعد السرطانات السبب الثاني للوفيات في المغرب بعد أمراض القلب والشرايين بنسبة 13,4 في المائة.

وبحسب المخطط الوطني للوقاية ومراقبة السرطان (2020 – 2029 )، فقد عرفت مكافحة السرطان في المغرب هيكلة عميقة منذ سنة 2010 مع إطلاق أول مخطط وطني للوقاية ومراقبة السرطان. وشك ل هذا المخطط فرصة كبيرة لمحاربة داء السرطان باعتماد نهج شامل ومندمج ومتكامل ومتمحور حول المريض، يتم تطبيق مضامينه خلال كل أشواط مكافحة المرض بغاية السيطرة عليه، ويتماشى مع تنظيم وخصوصيات النظام الصحي.

وقد كشفت التقييمات الداخلية والخارجية، التي تم القيام بها خلال العشر سنوات الأخيرة، عن إنجازات تم تحقيقها لا حصر لها، خاصة على مستوى التغيير الذي هم معرفة وإدراك المواطنين ووعيهم بالمرض، ومأسسة برامج الوقاية والكشف المبكر، والتحسن الملحوظ في الولوج إلى العلاج وجودة التكفل بالمرضى، والعمل على وضع برنامج للعلاجات التلطيفية.

ويشدد المخطط الوطني الثاني 2020 – 2029 على دعم وتعزيز المكتسبات التي حققها المخطط الأول، والعمل على تصحيح النقائص التي جرى تحديدها، خاصة تلك المرتبطة بالحكامة على مستوى التخطيط وجودة العلاجات، مع اقتراح إجراءات وتدابير مبتكرة في كل المجالات.

إلى جانب ذلك، تعد الإصلاحات والأوراش الجاري تنفيذها فرصا حقيقية لتعزيز مكافحة السرطان. ويتعلق الأمر على الخصوص بالتغطية الصحية الأساسية ، التي حققت تقدم ا كبير ا نحو تحقيق التغطية الصحية الشاملة. كما تشكل الجهوية المتقدمة ورشا استراتيجيا ومهيكلا حاسما من شأنه تعزيز الحكامة الترابية.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.