جهة الرباط- سلا- القنيطرة: وتيرة متسارعة في تطوير البنيات الصحية خلال 2022
سهام توفيقي-ومع
على امتداد سنة 2022 التي توشك على الانتهاء، شهدت جهة الرباط-سلا – القنيطرة وتيرة متسارعة وتطورا ملحوضا على مستوى البنيات الصحية بفضل إطلاق العديد من المشاريع الرامية أساسا إلى تجديد وتشييد مستشفيات ومراكز تقرب الخدمات العلاجية من الساكنة المحلية في ظروف لائقة.
وهكذا، عرفت الجهة خلال السنة الجارية، وأكثر من أي وقت مضى، دينامية على صعيد تطوير العرض الصحي، من خلال تدشين عدد من المستشفيات والمراكز الصحية وإطلاق أشغال إنجاز معالم استشفائية مستقبلية، في إطار مواكبة تنزيل الورش الملكي لتعميم الحماية الاجتماعية على الخصوص.
وقد ركزت الجهود على جعل الاعتناء بصحة المواطنات والمواطنين والرفع من مستوى نظام الر عاية الصحية، أولوية ثابتة بما يسهم، بالت الي، في جعل الصحة رافعة أساسية لتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية والبيئية في الجهة وركيزة أساسية في إنجاح ورش الحماية الاجتماعية.
وبالفعل، فقد تجسد هذا الطموح بالأساس في المستشفى الجديد ابن سينا بالرباط، الذي أعطى صاحب الجلالة الملك محمد السادس انطلاقة أشغال إنجازه في ماي الماضي، بمعايير هندسية عصرية وعلاجات ذات جودة وتكنولوجيات متطورة.
وسيمكن هذا المستشفى المستقبلي ذي البعد الاجتماعي القوي، من ضمان مزيد من التكامل في الخريطة الصحية وتعزيز العرض الصحي على مستوى جهة الرباط-سلا-القنيطرة، والذي يشتمل حاليا على 10 مستشفيات جامعية و12 مستشفى إقليمي، بقدرة سريرية تبلغ 4433 سريرا (من ضمنها 173 سريرا للإنعاش منها 126 تابعة للمركز الاستشفائي الجامعي ابن سينا). وستنضاف هذه المعلمة الاستشفائية المستقبلية، التي تستجيب للمعايير الدولية، إلى عدد من المستشفيات والمراكز الصحية التي تم افتتاحها في الأشهر الأخيرة على مستوى الرباط، وسلا والصخيرات وتمارة .
ففي 28 فبراير 2022، افتتح المركز الاستشفائي الجديد مولاي يوسف بالرباط أبوابه لاستقبال المرضى والمصابين، ويشكل إحدى اللبنات الصحية التي تعطي بعدا ملموسا لرؤية إصلاح القطاع الصحي بتوفره على عدة وحدات وأقسام ومصالح طبية وقاعات استشفائية تم تشييدها بمواصفات رفيعة، ومجهزة بأحدث الآليات والتجهيزات البيوطبية واللوجستيكية.
++ رفع تحدي القرب والجودة ++
وبعين عودة التابعة لعمالة الصخيرات-تمارة تم في الشهر نفسه إعطاء انطلاقة خدمات المركز الصحي الحضري من المستوى الثاني (النسيم)، والمركز الصحي الحضري من المستوى الأول (الصفاء)، واللذان مكنا من تحسين العرض الصحي على مستوى عمالة الصخيرات- تمارة، وتحسين ولوج المواطنات والمواطنين للعلاجات والخدمات الصحية الأساسية.
كما تعزز العرض الصحي بهذه الجماعة الحضرية بتدشين مركز لتصفية الدم موجه للتكفل بمرضى القصور الكلوي وتقريب الخدمات الصحية من المواطن، وذلك من أجل ضمان عرض صحي عادل وم نصف يهدف بشكل خاص إلى تسهيل ولوج الساكنة المحلية إلى الخدمات الصحية.
وبعد مرور بضعة أيام فقط، على افتتاح هذه المنشآت الصحية ، شهدت مدينة تمارة بدورها انطلاق العمل بالمركز الاستشفائي الإقليمي للا عائشة من أجل تقديم خدمات صحية للمرضى وتعزيز خدمات القرب على مستوى عمالة الصخيرات تمارة وأيضا جهة الرباط- سلا- القنيطرة.
أما ساكنة مدينة سلا، فأصبحت تستفيد من قرب الخدمات الصحية بطرق عصرية وأكثر جودة بعد افتتاح مركب طبي خاص متعدد التخصصات. ويتعلق الأمر بمركب يضم عدة تخصصات طبية وشبه طبية وجراحية، ومختبرا للتحليلات الطبية وعيادة طب الأسنان.
ويتمثل الهدف الأساسي من هذه البنيات الصحية في توفير خدمات متخصصة ومتنوعة، من شأنها تخفيف العبء على الساكنة وتجنيبهم عناء التنقل إلى مراكز أو مستشفيات أخرى بعيدة عن مقر سكناهم طلبا للعلاج.
++ تأهيل العرض الصحي.. إجراء مواكب لورش الحماية الاجتماعية ++
والأكيد أن الانخراط في تأهيل وتطوير العرض الصحي على مستوى الجهة، وبمختلف جهات المغرب، له دور أساسي في إنجاح ورش تعميم الحماية الاجتماعية وتنزيله على أرض الواقع.
وفي هذا السياق، أبرز عالم الأوبئة والخبير في اقتصاد الصحة، جعفر هيكل، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن إطلاق أشغال مستشفى ابن سينا الجديد في الرباط وبنيات صحية أخرى بالجهة هو “استمرار منطقي” للورش الملكي المتعلق بالتغطية الصحية الشاملة لجميع المغاربة.
ويعكس تشييد وتجهيز مستشفيات ومراكز صحية بأنحاء جهة الرباط سلا القنيطرة، الدينامية المتواصلة التي يشهدها قطاع الصحة، والمبادرات والمشاريع التي انخرطت فيها المملكة، والتي مكنت من رفع مختلف التحديات والإشكاليات التي تواجهها المنظومة الصحية وكسب رهان القرب والجودة في ضوء التحديات والرهانات الحالية، بحسب مسؤولين في قطاع الصحة.
مما لا شك فيه أن إنجاز وتعزيز البنيات التحية الصحية بجهة الرباط-سلا- القنيطرة، من شأنه تمكين ساكنة الجهة بالولوج إلى خدمات الرعاية الصحية في أحسن الظروف، وبشكل يضمن تكافؤ الفرص.