خمسة أسئلة لمحمد شاكري مكون في مجال اضطراب طيف التوحد واضطرابات التعلم الخاصة
صوفيا العوني-ومع
تتمثل اضطرابات طيف التوحد، بحسب منظمة الصحة العالمية، في مجموعة من الاعتلالات المتنوعة التي تتصف ببعض الصعوبات في التفاعل الاجتماعي والتواصل. ولهذه الاعتلالات سمات أخرى تتمثل في أنماط لا نموذجية من الأنشطة والسلوكيات مثل صعوبة الانتقال من نشاط إلى آخر والاستغراق في التفاصيل وردود الفعل غير الاعتيادية على الأحاسيس.
وتشير تقديرات المنظمة إلى معاناة شخص من بين 160 في العالم من اضطراب طيف التوحد، وهي الإعاقة التي تظل العديد من الجوانب المتصلة بها غير معروفة، أو بالأحرى غير مفهومة.
في حوار من خمسة أسئلة مع وكالة المغرب العربي للأنباء، يوضح محمد شاكري، إطار بالمركز الوطني محمد السادس للمعاقين، ومكون في مجال اضطراب طيف التوحد واضطرابات التعلم الخاصة، خصائص هذا الاضطراب العصبي، وكيفية تشخيصه بشكل مبكر، فضلا عن السبل الكفيلة بتحسين حالة الطفل المصاب بالتوحد وتيسير اندماجه داخل المجتمع.
1 – ما هو اضطراب طيف التوحد ؟
التوحد هو إعاقة يتم وصف تمظهراتها باسم اضطراب طيف التوحد. ويتعلق الأمر باضطراب في النمو ذي أصل عصبي بيولوجي يصيب الذكور أكثر من الإناث، ويؤثر بشكل أساسي على طريقة تواصلهم وتفاعلهم مع الآخرين. ولا توجد أرقام رسمية حول مدى انتشار إعاقة التوحد في المغرب، لذلك فنحن بحاجة لدراسات ميدانية حول هذا الموضوع.
2 – هل العامل الوراثي مسؤول عن الإصابة بالتوحد ؟
أسباب التوحد تبقى مجهولة مع فرضيات تشير إلى أن هذا الاضطراب يمكن أن يكون ذا أصل وراثي أو نفسي أو اجتماعي أو ناتجا عن ارتفاع مستوى الزئبق في الدماغ.
واضطرابات طيف التوحد هي اضطرابات في النمو العصبي تؤثر على وظائف الدماغ، مما يؤدي إلى تفاقم الإدراك الحسي، ولاسيما الحساسية المفرطة من الضجيج والضوء والروائح.
3 – ما هي خصوصية اضطراب طيف التوحد لدى الأطفال؟
تؤثر اضطرابات طيف التوحد على نمو الطفل على مستوى التواصل والتفاعلات الاجتماعية والسلوك. وبسبب عدم فهم هذا الاضطراب، هناك العديد من الأحكام المسبقة التي تصنف الأشخاص المصابين بطيف التوحد على أنهم عدوانيون. فالأشخاص التوحديون قد يقومون بسلوكات غير مفهومة ،إذا عجزوا عن التعبير عن مشاعرهم ورغباتهم بطريقة يراها المجتمع مناسبة.
4 – كيف يمكن تشخيص اضطرابات طيف التوحد؟
اكتشاف هذه الاضطرابات يتم من قبل الم ربين والأساتذة، بينما يتم تأكيد التشخيص الطبي من قبل طبيب نفسي للأطفال و/أو طبيب أعصاب.
علاوة على ذلك، تتطلب هذه الاضطرابات تدخلا متعدد التخصصات، يجمع بين خبرة المعال ج، وأخصائي تقويم النطق، وأخصائي العلاج النفسي الحركي، والمربي، والأستاذ، من أجل القيام بتشخيص شامل.
وبذلك، لا يمكن تشخيص إصابة الطفل بالتوحد دون تأكيد طبي متعدد التخصصات.
5 – كيف يمكن مساعدة الطفل المصاب بالتوحد على الاندماج الكامل في المجتمع؟
بعد التأكد من إصابة الطفل باضطراب طيف التوحد، من الضروري اعتماد مقاربة متعددة التخصصات، شاملة ومتكاملة، تربط الطاقم الطبي بالأسرة.
بالإضافة إلى ذلك، يعد الاندماج في الوسط العادي للطفل أمرا ضروريا، لا سيما الوسط المدرسي، مع ضرورة اعتماد خطوات للتكيف وترتيبات ملائمة. ويتعين أيضا دمج الأبوين في المشروع العلاجي لطفلهم. فالعمل مع الشخص المصاب باضطراب طيف التوحد هو عمل مستمر على مدار الساعة وطوال أيام الأسبوع، لأنه يجب أن يفهم كل شيء وأن تتم مرافقته في التفاصيل الصغيرة للحياة.
وفي المغرب، ت عطى الأفضلية لمنهج ABA (تحليل السلوك التطبيقي) في برامج التدخل المبكر لفائدة الأطفال المصابين بالتوحد. ويتوخى هذا المنهج تعديل السلوكات المرتبطة بالتوحد. فمن خلال تطبيق تقنيات تحليل السلوك التطبيقي، يمكن للوالدين والمرافقين والمهنيين مساعدة الأطفال المصابين باضطراب طيف التوحد على إحراز تقدم كبير، خاصة في ما يتعلق بالتواصل والاستقلالية.