هل يصوم مرضى الكلي والقصور الكلوي ؟

0

ذا كان الصوم من أركان الإسلام الخمس، ومفروض على كل مسلم بالغ توفرت فيه شروط الصيام، فقد أمر الإسلام بالحفاظ على الصحة، وحرص على أن يتمتع المسلم بالصحة النفسية والجسمية، لما لذلك من دور مهم في حياة الإنسان، سواء في ممارسة حياته بشكل عام أوممارسة الشعائر والعبادات.
وإذا كان للصوم أهداف نبيلة وسامية، وآثار إيجابية على حياة الفرد، من بينها الحفاظ على الصحة، فإن لهذه الأخيرة (الصحة) دور أهم وبارز في قيام الفرد بهذه الفريضة التعبدية، وبذلك نكون أمام معادلة متساوية، أي أن الصوم يتطلب صحة جيدة، والصحة الجيدة تستدعي الصوم.
وحتى يكون الصوم صحيا ويتم تجنب الوقوع في هلاك النفس والجسم، يجب التقيد بمجموعة من النصائح والتوجيهات التي تهم مختلف الأمراض وارتباطها بالصيام…

ويتحدث في هذا المقال، الدكتور مصطفى مودن، طبيب عام، عن صوم مرضى الكلي والقصور الكلوي.

تعتبر الكلية من الأعضاء النبيلة التي تقوم بطرد السموم والفضلات من جسم الانسان وإلى جانب ذلك تساعد على تكوين فيتامين د والمساهمة في المنع من الإصابة بفقر الدم دون أن ننسى الدور المهم التي تقوم به في الحفاظ على توازن السوائل في الجسم.
لذا وجب الحفاظ عليها ومحاولة تجنب كل ما قد يؤدي باتلافها. ومن الأسباب التي تؤدي بالإخلال بوظيفتها وبالتالي إلى القصور أو الفشل الكلوي، نجد:
1 – مرض السكري: إن مرض الكلية عند مرضى السكري يعتبر من بين أهم مضاعفات الأوعية الدموية الأكثر خطورة تترجم بيولوجيا بوجود بيلة بروتينية دائمة أو بيلة البومينية.
تعد هذه البيلة الألبومينية الدقيقة ناقوس بداية الخطر وجب معه قياس البيلة الزلالية للكشف المبكر عن مرض الكلية السكري الذي تزيد خطورته مع وجود ارتفاع ضغط الدم، اختلال دهون الدم ، التدخين أو السمنة.
2 – ارتفاع ضغط الدم: إن الارتفاع المهول لضغط الدم على مدة طويلة يؤدي عامة إلى إتلاف شرايين الجسم وخاصة شرايين الكلية.
3 – التهاب الكلية المزمن: الذي يؤدي إلى ارتفاع مستويات البروتين وخلايا الدم وخلايا الكلي في البول مع وجود نسبة مرتفعة في الدم لفضلات الاستقلاب الغذائي مثل urée و créatinine.
4 – التكبس الكلي الوراثي أو الأمراض التشوهية للكلي : إن إهمال الأمراض التشوهية للكلي يؤدي لا محالة الى فشل كلوي مزمن لذلك وجب التدخل المبكر كلما تبين وجود تشوه خلقي للجنين لتفادي ما لا يحمد عقباه وهنا اخص بالذكر الى الانسداد في المسالك البولية عند الجنين.
5 – حصى الكلي : الذي ينتج عن الإسراف في أكل اللحوم وغياب الاكتفاء الذاتي لشرب الماء.
6 – التناول الخاطئ لبعض الأدوية.
7 – شرب الأعشاب : لا يخفى علينا أهمية الأعشاب في محاربة بعض الأمراض لكن يجب ان تكون جرعتها دقيقة حتى لا يتسبب الاسراف في شربها الى قصور كلوي مزمن.
إن مرض الفشل الكلوي هو مرض صامت قليل الأعراض التي لا تظهر إلا في المرحلة المتقدمة من المرض مثل القيء ارتفاع ضغط الدم الغثيان انتفاخ القدمين الصداع في الرأس بموجبها يجب الإسراع لزيارة الطبيب الذي يقوم بالاختبارات اللازمة لتشخيص المرض وبالتالي وصف الطريقة العلاجية المناسبة التي قد تمتد الى التصفية الاصطناعية، على ضوء المعطيات السالفة الذكر يمكن رصد الطرق الوقائية التي يجب اتباعها لتفادي المرض ونسرد منها:
1 – شرب الماء بكمية كافية ليتر ونصف يوميا وتجنب المشروبات الغازية والطاقية ذات السعرات الحرارية المرتفعة.
2 – تجنب تناول وشرب الأعشاب بكميات كبيرة خصوصا الأعشاب غير المعروفة أما الاعشاب المعروفة يجب الإلتزام بالجرعات التي قد لا تسبب أي تسمم.
3 – المراقبة المستمرة لضغط الدم لحماية كل الأعضاء التي قد تتضرر من ارتفاعه.
4 – المحافظة على السكر في الدم لأقل من غرام في اللتر والكشف المبكر لمرض السكري.
6 – تجنب تناول الأدوية دون استشارة الطبيب خصوصا وأن أغلبية الأدوية التي نتناولها تمر بالكلي وأخص بالذكر مضادات الالتهاب ومسكنات الألم.
7 – اتباع نظام غذائي متوازن مكوناته العناصر الغذائية الضرورية بكميات مناسبة تشمل النشا الفواكه الخضر السمك كميات قليلة من الدهون المشبعة وتجنب الإكثار من اللحوم الحمراء.
8 -تجنب الكحول والإقلاع عن التدخين الذي يكون له آثار سلبية على الشرايين الدقيقة.
9 – عدم الإفراط في الأكل وتجنب السمنة وممارسة الرياضة بشكل منتظم.
كما أشير في النهاية أنه في حالة الاصابة بالقصور الكلوي يبقى العلاج الأساسي هو التصفية الاصطناعية بمعدل ثلاث حصص في الاسبوع أو زرع كلية من متبرع.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.