370 ألف مغربي مصاب بالتهاب الكبد.. وشبكة: غلاء العلاج يبدد جهود محاصرة الداء
كشفت الشبكة المغربية للدفاع عن الحق في الصحة والحق في الحياة أن عدد الوفيات جراء الإصابة التهاب الكبد “ب “و “س” يزيد عن ألف حالة سنويا، وأن حوالي 245 ألف مغربي مصابون بفيروس التهاب الكبد “ب”، في حين يبلغ عدد المصابين بالنوع “س” 125 ألفا مصابا.
وسجلت الشبكة، في بيان لها، بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة التهاب الكبد الوبائي، “ضعف التشخيص والمعطيات الدقيقة حول انتشار المرض بالمغرب”، والذي يقابله “الارتفاع المفرط لأسعار الأدوية ضد الفيروس وتكلفة العلاج”.
وأشارت الشبكة المذكورة إلى أنه هناك تفاوتا في أسعار الأدوية الجنيسة ما بين بين 5000 درهما إلى 6100 درهما لكل علبة من 28 قرصا شهريا، أي ما يعادل 18300 درهم لمدة 12 أسبوعا من العلاج، بينما في مصر، لا يتجاوز برنامج العلاج لمدة 3 أشهر 1525 جنيها مصريا أي ما يعادل 477 درهما مغربيا.
وقالت الشبكة إن تكلفة العلاج المرتفعة، تجعله غير متاح للعديد من المرضى بالمغرب، وخاصة الطبقات الفقيرة والمتوسطة، وهو ما يؤدي إلى ارتفاع معدل الوفيات بسبب مرض الكبد الوبائي.
وأضاف المصدر، أن مجهودات الشبكة لخفض أسعار الأدوية، ومبادراتها لدى وزارة الصحة ولدى مجلس المنافسة لزيادة الوصول إلى العلاجات بأسعار معقولة، “لم تسفر عن نتائج إيجابية بسبب رفض الشركات المعنية”.
وطالبت الشبكة صناع القرار السياسي بحماية الحق في الدواء والعلاج وعدم الانتحار بصحة المواطنين واتخاذ القرار الصائب بتخفيض أسعار أدوية مرض الكبد الوبائي وتشجيع إنتاج واستخدام الأدوية الجنيسة بالمغرب لتوفير العلاجات بتكلفة أقل، ومجانا للفقراء وذوي الدخل المحدود والمتوسط وزيادة الوعي والتثقيف والتربية الصحية حول التهاب الكبد الفيروسي والوقاية منه.
مخطط وزارة الصحة
من جهتها قالت وزارة الصحة والحماية الاجتماعية، بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة التهاب الكبد الوبائي، إنها اعتمدت مخططها الاستراتيجي الوطني المندمج الأول لمحاربة فيروس نقص المناعة البشرية والأمراض المنقولة جنسيا والتهاب الكبد الفيروسي للفترة 2024- 2030، مبرزة أنه هذا المخطط يندرج في إطار رؤية تحمل شعار “مغرب بدون التهاب الكبد الفيروسي” والتي تهدف إلى الحد من الوفيات الناتجة عن هذا الداء بنسبة 56 بالمائة وتقليص نسبة الإصابات الجديدة ب 60 بالمائة.
وأضافت في بلاغ لها، عن مواصلة جهودها في مجال فحص وتشخيص الإصابة بالتهابات الكبد الفيروسية، حيث يظل علاج التهاب الكبد الفيروسي بالأدوية المضادة خاضع ا للتكفل المجاني في المراكز الاستشفائية الجهوية والإقليمية، مما يسمح بالتعافي من العدوى في غضون بضعة أشهر فقط.
ووفقا لبيانات المسح الوطني لنسبة الإصابة بالتهاب الكبد الفيروسي، يقدر معدل انتشار التهاب الكبد الفيروسي في المغرب بنحو 0.5 بالمائة بين عموم السكان، كما يقدر عدد المصابين بفيروس التهاب الكبد الفيروسي المزمن بنحو 125.000 شخص.
وتبقى هذه النسبة، حسب وزارة الصحة والحماية الاجتماعية، عالية في وسط الفئات الأكثر عرضة لخطر الإصابة، كالفئات الرئيسية (المفتاحية) ومرضى غسيل الكلي.
ويخلد المغرب على غرار باقي دول العالم، اليوم العالمي لالتهابات الكبد الفيروسية، الذي يصادف 28 يوليوز من كل سنة تحت شعار “حان وقت العمل”، وهي مناسبة للتحسيس وزيادة الوعي بأهمية الوقاية والفحص وعلاج هذا الداء، وتسليط الضوء على الجهود المبذولة لمكافحته.
تجدر الإشارة إلى أن داء التهابات الكبد الفيروسية يعرف انتشارا كبيرا على الصعيد العالمي، وحسب منظمة الصحة العالمية، فإن عدد المصابين بالفيروس الكبدي “ب” و “س” يقدربـ 300 مليون حالة في جميع أنحاء العالم، ويعتبر هذين النوعين مسؤولين رئيسيين عن العديد من الوفيات والمضاعفات الخطيرة، مثل تشمع الكبد وسرطان الكبد.