الصيام وقرحة المعدة: كيفية التخطيط الغذائي والعناية الطبية خلال شهر الصوم
بقلم الدكتورة بنسعلي حنان؛ طبيبة أسرة بتطوان
بداية نحمد الله تعالى على نعمه التي لا تحصى و لعل نعمة الصيام هي من أعظمها فرمضان كريم لكل المغاربة والمسلمين بشتى بقاع الأرض و كل عام ونحن إلى الله أقرب.
يعتبر الجهاز الهضمي بصفة عامة بداية من الفم وصولا إلى المخرج من أهم الأجهزة التي تتعرض إلى تغييرات مهمة في رمضان، نظرا لتغير العادات الغذائية بشكل كبير فالإمتناع عن الأكل والشرب لمدد متفاوتة وبعد ذلك استهلاك هاته المواد بشكل حصري ولوقت معين يطرح العديد من التحديات، التي تؤثر لا محالة على عمل هذا الجهاز وبالطبع تبقى المعدة حجر الأساس، الذي يقوم بضبط ايقاع عملية الهضم حسب نوعية النظام الغذائي المتبع بالطبع.
الصيام في حال قرحة المعدة:
تبقى قرحة المعدة من أكثر الأمراض التي تطرح العديد من علامات الإستفهام حول قدرة المريض على الصيام من عدمها.
تعريف قرحة المعدة:
هي عبارة عن جرح مفتوح يصيب الغشاء المبطن للمعدة مما يؤدي إلى تعرض الجدار المخاطي الذي يحمي المعدة لمختلف الأطعمة والأحماض، الشيء الذي يمكنه تطوير هذا الجرح بشكل يجعله خطرا على المعدة والصحة بصفة عامة و تتعدد أسباب الحرقة المعدية من وجود جرثومة الهيليكوبكتير پيلوري المضرة إلى استهلاك الأدوية المؤثرة على المعدة خاصة مضادات الإلتهاب إلى غيرها من الأدوية ، هذا دون إغفال التوتر الذهني أو النفسي و نوعية النظام الغذائي المتبع كما أن التدخين و استهلاك الكحول تشكل كذلك عوامل تزيد من خطر الإصابة.
تتعدد الاعراض المصاحبة لقرحة المعدة من الألم الشديد خصوصا في حال فراغ المعدة إلى القيء و الغثيان إضافة إلى حرقة المعدة و أحيانا الشعور بالإنتفاخ و فقدان الشهية، و في حال تطور الأعراض يمكن للشخص المصاب تقيء أطعمة مصحوبة بدماء أو وجود دم داكن في البراز ، فقر الدم ، فقدان الوزن ، إعياء شديد ، إغماء و أحيانا ضيق في التنفس.
بشكل عام فصيام مريض القرحة المعدية ممكن في حال كان المرض متحكما به أي مع اتباع النصائح الطبية الخاصة بالنظام الغذائي و استهلاك الأدوية الموصوفة التي تحمي المعدة و الإبتعاد عن العادات السيئة التي تزيد من الإضطرابات الهضمية.
من أجل القدرة على الصيام في ظروف مواتية وجب اتباع النصائح التالية:
*تجنب الحمضيات كالليمون و البرتقال.
*تجنب المقليات و الأطعمة التي تستعصي على الهضم.
*تجنب التوابل و البهارات الكثيرة.
*تفادي المشروبات الغازية و العصائر غير الطبيعية.
*تفادي الإفراط في الأكل بشكل يملأ المعدة و يؤدي إلى عسر الهضم و بالتالي الإفراز المفرط للحامض المعدي لهذا ينصح بتقسيم الوجبات بكميات قليلة و استهلاكها على فترات متباعدة قصد تيسير عملية الهضم.
*عيادة الطبيب قبل دخول شهر رمضان و يستحسن استهلاك الأدوية التي تحمي المعدة قبل و أثناء و بعد رمضان.
*استغلال شهر الصيام للقطع مع العادات السيئة من الإدمان على القهوة ، التدخين و الكحول.
*الإسترخاء و تفادي التوتر و الإنفعالات العصبية المفرطة.