أخصائية نفسية: من شأن الدعم المادي والاجتماعي أن يعيد الاستقرار النفسي لضحايا الزلزال
انخرط المغاربة بشكل كبير في حملات الدعم المادي والاجتماعي لضحايا زلزال الحوز، كاشفين عن روح وطنية وتضامن عالٍ جدا.
هذا وأقبلت مختلف فئات المجتمع على المساعدة خلال هذه الأزمة، كل من موقعه وحسب استطاعته، فأي آثار نفسية لهذه المساعدات على من عاشوا “دراما زلزال الحوز”؟
في هذا السياق، أكدت الأخصائية النفسية، ربيعة بن بوسلهام، أن أهم ما قد يقدم لضحاي الزلزال هو الدعم بالمعنى الاجتماعي والمادي الذي يمكن ن تقدمه الجهات المسؤولة والرسمية والمجتمع المدني، مشيرة إلى أن الناس بحاجة لإستعادة الاحساس بالأمان والضمانات.
-وأبرزت الأخصائية النفسية، في حوار مع موقع صحة24 أن تأمين الحاجات الأساسية من قبيل توفير السكن وإن كان مؤقتا، و التطبيب والعلاجات الأساسية للناس المجروحين والأكل واللباس، رغم أنها تدخل في الجانب المادي، لكنها أساسية لكي تضمن تعزيز الصحة النفسية، مضيفة: ” لا يمكن ان نفصل هنا ونقول هذا شق اجتماعي وهذا شق اقتصادي، ونحن نريد التطرق للشق النفسي، فلا يمكن أن يكون لدينا دعم ورعاية نفسية والحاجيات الأساسية غائبة تماما”.
ودعت ربيعة إلى ضرورة توفير وحدات دعم ورعاية نفسية في المناطق المنكوبة، مشيرة في ذات الآن أنه “وللأسف كثير من المناطق في المغرب بعيدة تماما على العلاج النفسي والتطبيب النفسي المتمركز في المدن الكبرى والمدن المجاورة لها، كثير من الناس تغيب لديهم ما يمسى بالاسعافات النفسية الاولية، بغض النظر هل لدينا ظاهرة طبيعية مثل الزلازل او حتى في الحالات العادية”.
وفي السياق ذاته، أوضحت الأخصائية النفسية أن كوارث من قبيل الزلزال يمكن أن تتسبب في حالات شاذة، لأن الخوف والهلع الكبيرة قد تحتاج لتخل طبي، تحت رعاية طبيب أمراض نفسية او حتى عقلية، “لان كل فرد ورد فعله ودرجة تقبله للخوف او لحجم الفقدان”.
وفي سياق متصل، شددت الخبيرة النفسية على أن عموم المتتبعين لحادثة الزلزال يجب أن يضعوا مسافة مع مواقع التواصل على تنوعها، غبغض النظر عن صحة المعلومات التي تعطيها أو مدى مبالغتها، تشرح ربيعة، “لا يحتاج الناس لرؤية صور الزلازال وصور الخوف وصور أطفال يبكون، نحاول أن نتجنب نحن هذه الأمور، و لن نستفيد شيئا عندما نجعل الاطفال يشاهدونها.
وأوضحت الخبيؤة النفسية أن حدة تأثير الزلزال علينا خلافا للكوارث الاخرى يأتي نتيجة كونه متعلق بالارض، “ونحن نفسيا مرتبطين بالارض لأنها مصدر الصلابة ونحن نقف عليها وهي ضمان بالنسبة لنا مقارنة بالسماء والبحر، عندما يكون الزلزال فتلك الضمانة التي تكون بالنسبة لنا بداهة نجداها غير متواجدة وبالتالي فمخاوفه أكثر من الحالات الاخرى كالحريق او فيضان، إن ترتباطنا بالارض من الناحية اللاشعورية مختلف تماما”.