الصحة التنفسية في الشتاء: لماذا تزداد المشاكل وكيف نحمي رئاتنا؟

مع حلول فصل الشتاء، تسجّل المرافق الصحية ارتفاعاً ملحوظاً في أمراض الجهاز التنفسي، من نزلات البرد البسيطة إلى التهابات القصبات والرئة، مروراً بتفاقم أمراض مزمنة كالربو والحساسية. ويعود ذلك إلى مجموعة من العوامل البيئية والسلوكية التي تجعل الجهاز التنفسي أكثر عرضة للتهيج والعدوى خلال هذا الفصل.

لماذا يتأثر الجهاز التنفسي في الشتاء؟

يساهم الهواء البارد والجاف في تهييج الممرات التنفسية، ما يضعف قدرتها على ترطيب الهواء وتنقيته قبل وصوله إلى الرئتين. كما يؤدي البقاء لفترات طويلة داخل أماكن مغلقة إلى ضعف التهوية وتراكم الفيروسات والملوثات، خاصة مع استعمال وسائل تدفئة تقليدية تنتج دخاناً أو غازات ضارة.

إضافة إلى ذلك، يقل التعرض لأشعة الشمس في الشتاء، ما يؤثر على مستوى فيتامين D الضروري لدعم المناعة، وهو ما يجعل الجسم أقل قدرة على مقاومة الالتهابات التنفسية.

أمراض تنفسية شائعة في فصل البرد

من أكثر المشاكل الصحية انتشاراً خلال الشتاء:

• نزلات البرد والإنفلونزا

• التهاب الشعب الهوائية

• الالتهاب الرئوي

• نوبات الربو والحساسية

• السعال المزمن وضيق التنفس

وتكون الأطفال، كبار السن، مرضى الربو، والمدخنون أكثر عرضة للمضاعفات.

التدفئة والهواء الداخلي… خطر صامت

تلعب وسائل التدفئة دوراً مزدوجاً؛ فهي ضرورية للوقاية من البرد، لكنها قد تصبح مصدراً للخطر عند سوء الاستعمال. فالدخان المنبعث من المجامر أو المدافئ غير الآمنة، إضافة إلى غاز أول أكسيد الكربون، يؤدي إلى تهييج الرئتين، نقص الأكسجين، وقد يصل إلى التسمم في الحالات الخطيرة.

كيف نحافظ على صحة الجهاز التنفسي في الشتاء؟

للوقاية من الأمراض التنفسية، ينصح الخبراء بـ:

• تهوية المنازل يومياً ولو لبضع دقائق

• تجنب التدفئة بوسائل تنتج دخاناً داخل الأماكن المغلقة

• شرب كميات كافية من الماء للحفاظ على رطوبة الأغشية التنفسية

• ارتداء الكمامات في الأماكن المزدحمة عند انتشار العدوى

• الإقلاع عن التدخين أو تجنبه داخل البيوت

• مراجعة الطبيب عند استمرار السعال أو ضيق التنفس

رسالة توعوية

صحة الجهاز التنفسي في الشتاء ليست مسألة ثانوية، بل ركيزة أساسية للسلامة العامة. فببعض السلوكيات الوقائية البسيطة، يمكن تجنب مضاعفات خطيرة وحماية الفئات الهشة، ليبقى الشتاء موسماً للدفء لا للأمراض.