دجنبر… شهر التوعية بمكافحة السيدا

0

في دجنبر من كل سنة يُخلّد العالم اليوم العالمي لمكافحة داء السيدا (الإيدز)، وهو يوم مخصص للتذكير بخطورة فيروس نقص المناعة البشرية (VIH) وأهمية الوقاية، الكشف المبكر، والعلاج الفعال. ويأتي الاحتفال في شهر دجنبر كفرصة للتأكيد على أن السيدا لم يعد حكمًا بالإعدام، بل مرضًا يمكن السيطرة عليه بالمعرفة والعلاج والالتزام بالممارسات الوقائية.

رغم التقدم الطبي الكبير في مجال التشخيص والعلاج، ما زال السيدا يشكّل تحديًا للصحة العمومية، خاصة لدى الفئات الهشة، مما يجعل التوعية والتحسيس أمرًا أساسيًا للحد من انتقال الفيروس وضمان حياة أفضل للمصابين.

ما هو مرض السيدا؟

السيدا هو  الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية (VIH)، الذي يهاجم جهاز المناعة ويضعف قدرة الجسم على مقاومة الأمراض والعدوى. وينتقل الفيروس أساسًا عبر:

  • العلاقات الجنسية غير المحمية

  • الدم الملوث

  • من الأم إلى طفلها أثناء الحمل أو الولادة أو الرضاعة، في حال غياب المتابعة الطبية

الكشف المبكر… خطوة حاسمة

يُعدّ الكشف المبكر عن الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية أداة قوية للسيطرة على المرض، إذ يتيح:

  • بدء العلاج في الوقت المناسب

  • الحفاظ على صحة المصاب وجودة حياته

  • تقليل خطر نقل العدوى للآخرين

وقد أثبتت الدراسات أن المصابين الذين يخضعون للعلاج المنتظم يمكنهم العيش حياة طبيعية تقريبًا، مع تقليل احتمالية انتقال الفيروس إلى الآخرين.

العلاج متاح والمرض لم يعد حكمًا بالإعدام

بفضل العلاجات المضادة للفيروسات القهقرية، لم يعد السيدا مرضًا مميتًا كما كان سابقًا، بل أصبح مرضًا مزمنًا يمكن التعايش معه، شرط الالتزام بالعلاج والمتابعة الطبية المنتظمة. ويُساهم العلاج في:

  • تقوية الجهاز المناعي

  • منع تطور المرض

  • الحد من المضاعفات الصحية

 

إحصاءات السيدا في المغرب حسب المناطق والمدن (2025)

 

 عدد المصابين
وفق أحدث بيانات وزارة الصحة والحماية الاجتماعية، يعيش في المغرب حوالي 23,500 شخصًا مع فيروس نقص المناعة البشرية (HIV) حتى نهاية 2025، بينهم رجال ونساء وأطفال، مع 990 حالة إصابة جديدة وقرابة 400 وفاة مرتبطة بالإيدز خلال السنة نفسها.

الانتشار العام

  • معدل الانتشار في عموم السكان البالغين منخفض نسبيًا، حوالي 0.08%.

 تركيز الحالات حسب المناطق
أغلب الحالات المبلغ عنها مركّزة في المدن الكبرى والمناطق الحضرية، وتشمل:

  • جهة الدار البيضاء – سطات: 32% من الحالات الإجمالية.

  • جهة مراكش – آسفي: 16%.

  • جهة سوس – ماسة: 15%.

  • جهة الرباط – سلا – القنيطرة: 13%.
    وكانت الحالات المسجلة في المدن الحضرية تشكل حوالي 87% من إجمالي الحالات في تقارير سابقة.

الجماعات الأكثر تأثرًا
تتركز نسبة كبيرة من الإصابات الجديدة لدى ما يُعرف بـ الفئات ذات المخاطر العالية، وتشمل:

  • العاملات في الجنس: ~2.2% من الحالات.

  • الرجال الذين يمارسون الجنس مع رجال: ~5.3%.

  • متعاطو المخدرات بالحقن: ~5.3%.

  • المهاجرون: ~4.6%.
    وتشكل هذه الفئات وشركاؤهم حوالي 67% من الحالات الجديدة.

ضعف الوعي والاكتشاف
لا يزال هناك عدد من الأشخاص غير مدركين لحملهم للفيروس؛ حيث إن جزءًا كبيرًا من الحالات يكون في المرحلة غير المعرضة للأعراض عند التشخيص، ما يبرز أهمية الفحص المبكر.

محاربة الوصم… ضرورة مجتمعية

لا يزال الوصم والتمييز أحد أكبر العقبات أمام مكافحة السيدا، إذ يمنع البعض من إجراء الفحص أو الحصول على العلاج خوفًا من النظرة الاجتماعية. ومن هنا يبرز دور التوعية في:

  • احترام حقوق المصابين

  • إدماجهم اجتماعيًا

  • تعزيز التضامن والمسؤولية المجتمعية

رسالة دجنبر العالمي لمكافحة السيدا

يؤكد اليوم العالمي لمكافحة السيدا في شهر دجنبر أن المعرفة والوعي هما أقوى أسلحة الوقاية، وأن العلاج متاح وفعال. وهو دعوة صريحة لجميع المؤسسات الصحية، ووسائل الإعلام، والمجتمع المدني للعمل معًا لضمان عالم خالٍ من الوصم والتمييز، وحياة أفضل لكل المصابين.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.