الأمم المتحدة: الطريق ممهد أمام جهود القضاء على داء فقدان المناعة المكتسبة
أظهر تقرير جديد نشره برنامج الأمم المتحدة المشترك المعني بفيروس نقص المناعة البشرية/الإيدز، أن “الطريق ممهد” للقضاء على الإيدز.
وأكد التقرير، الذي أصدره البرنامج اليوم الخميس، أن هذا الطريق سيساعد على التأهب لأي أوبئة في المستقبل والتعامل معها، ومن ثم إحراز تقدم نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة.
ويتضمن التقرير، الذي حمل عنوان “الطريق الذي يقضي على الإيدز”، بيانات ودراسات لحالات تظهر أن القضاء على المرض يعد خيارا سياسيا وماليا، وأن الدول والقادة الذين يسيرون على هذا الدرب يحققون نتائج جيدة.
واستطاعت دول مثل بوتسوانا وإسواتيني ورواندا وتنزانيا وزيمبابوي، وفقا للتقرير، تحقيق الأهداف المعروفة باسم “95-95-95”.
ويعني الوصول لتلك الأهداف أن 95 في المائة من الأشخاص المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية يدركون وضع مرضهم، وأن 95 في المائة من الأشخاص الذين يعلمون أنهم مصابون بالفيروس يتلقون مضادات الفيروسات، وأن الوضع الفيروسي لـ95 في المائة من الأشخاص الذين يتلقون العلاج، تحت السيطرة.
وأبرز البرنامج، في بيان صحفي أصدره بشأن تقريره الجديد، أن 16 دولة بما فيها 8 دول في منطقة جنوب الصحراء – حيث يوجد 65 في المائة من المصابين بالإيدز في العالم – صارت قريبة من تحقيق تلك الأهداف.
وقالت المديرة التنفيذية لبرنامج الأمم المتحدة المشترك المعني بالإيدز، ويني بيانيما، إن القضاء على الإيدز يعد فرصة لقادة اليوم لترك إرث قوي وفريد، مضيفة أنه “يمكن لأجيال المستقبل أن تتذكر أولئك القادة على أنهم من وضعوا حدا لأكثر الأوبئة فتكا في العالم. يمكنهم إنقاذ ملايين الأرواح وحماية صحة الجميع”.
وشدد التقرير على أن النجاح في مواجهة الإيدز مرتبط بشكل وثيق بالقيادة السياسية القوية، وهو ما يعني الاستعانة بالبيانات والعلم والدليل والتعامل مع عدم المساواة التي تعطل التقدم، وتمكين المجتمعات ومنظمات المجتمع المدني من لعب دورهم المهم في جهود التصدي للمرض، وتوفير التمويل الكافي والمستدام.
وأوضح البرنامج في تقريره أن مكافحة الإيدز تعززها أطر قانونية وسياسات لا تحط من حقوق الإنسان، بل تمكنها وتحميها.
وبفضل الدعم المقدم للاستثمار في القضاء على الإيدز بين الأطفال، يضيف التقرير، استطاعت 82 في المائة من النساء الحوامل والمرضعات المصابات بالفيروس الحصول على العلاج في 2022، بعد أن كانت النسبة 46 في المائة في 2010، الأمر الذي أدى إلى تقليص نسبة الإصابة بالفيروس بين الأطفال بمعدل 58 في المائة في الفترة ما بين 2010-2022، وهي النسبة الأقل منذ الثمانينيات.
وارتفع عدد المرضى الذين يحصلون على مضادات الفيروسات بمقدار أربعة أضعاف من 7.7 مليون في 2010 إلى 29.8 مليون في 2022.
لكن التقرير أشار إلى أن القضاء على الإيدز لن يحدث من تلقاء نفسه، فالأرقام تشير إلى أن المرض كان يحصد روحا واحدة في كل دقيقة العام الماضي. كما أن 9.2 مليون شخص من المصابين بالفيروس لا يتلقون العلاج، من بينهم 660 ألف طفل.